حكم ابتلاع بقايا الطعام للصائم عند المالكية

No images found for حكم ابتلاع بقايا الطعام للصائم عند المالكية

المقدمة:

الصيام عبادة عظيمة لها فوائد عديدة على صحة الصائم البدنية والنفسية، وعند الصيام يمتنع المسلم عن الأكل والشرب وغيره من المفطرات من الفجر حتى المغرب، لكن قد يتساءل البعض عن حكم ابتلاع بقايا الطعام الموجودة بالفم عند الصائم، وهل يُعد ذلك مُفطرًا أم لا؟ في هذا المقال، سنتناول الأراء والتفصيلات حول هذا الموضوع وفقًا لمذهب الإمام مالك رضي الله عنه.

1. حكم ابتلاع بقايا الطعام:

– يرى المذهب المالكي أن ابتلاع بقايا الطعام الموجودة بالفم عند الصائم لا يُعد مُفطرًا ولا يُبطل صومه، وذلك إذا كانت هذه البقايا قليلة ومختلطة بالريق.

– يُستثنى من ذلك إذا كانت بقايا الطعام كبيرة وواضحة، وفي هذه الحالة يُعتبر الصيام غير صحيح ويجب على الصائم قضائه.

– لا حرج في مضمضة الفم وابتلاع الريق الممزوج ببقايا الطعام الخفيفة، وذلك لأن الريق في حد ذاته ليس مُفطرًا.

2. أسباب عدم الإفطار بابتلاع بقايا الطعام:

– إن بقايا الطعام الموجودة بالفم غالبًا ما تكون مختلطة بالريق، والريق ليس مُفطرًا في حد ذاته.

– يعتبر ابتلاع بقايا الطعام عند الصائم من الأمور المباحة والمُستحبة، وذلك لأنها تُساعد على تنظيف الفم والحفاظ على صحة اللثة.

– إن ابتلاع بقايا الطعام لا يُعد تناولا للطعام أو الشراب، حيث أن الصائم لا يتعمد ابتلاعها ولا يقصد بذلك الإفطار.

3. كيفية تجنب ابتلاع بقايا الطعام عند الصيام:

– يجب على الصائم الحرص على تنظيف فمه جيدًا قبل الصيام، والتأكد من عدم وجود أي بقايا طعام عالقة بين الأسنان أو على اللسان.

– يُنصح بتجنب تناول الأطعمة التي تترك بقايا كثيرة في الفم، مثل الحلويات والبسكويت والمكسرات.

– يُمكن استخدام عود الأسنان أو فرشاة الأسنان بعد الإفطار مباشرة لإزالة أي بقايا طعام عالقة بالفم.

4. الحالات التي يُعتبر فيها ابتلاع بقايا الطعام مُفطرًا:

– إذا كانت بقايا الطعام كبيرة وواضحة، وفي هذه الحالة يُعتبر الصيام غير صحيح ويجب على الصائم قضائه.

– إذا تعمد الصائم ابتلاع بقايا الطعام أو شرب الريق الممزوج بها، وفي هذه الحالة يُعتبر الصيام غير صحيح ويجب على الصائم قضائه.

– إذا كان ابتلاع بقايا الطعام متكررًا أو بكميات كبيرة، وفي هذه الحالة قد يُعتبر الصيام غير صحيح ويجب على الصائم مراجعة فتوى من أهل العلم.

5. حكم ابتلاع أدوية عند الصائم:

– يُجوز للصائم ابتلاع الأدوية الضرورية التي لا يُمكن تأخيرها حتى بعد الإفطار، وذلك إذا كانت الأدوية لا تُفطر بذاتها.

– يجب تجنب ابتلاع الأدوية التي لها طعم أو رائحة نفاذة، لأنها قد تصل إلى الحلق وتُسبب شعورًا بالعطش أو الجوع.

– يُنصح بالاستشارة الطبية قبل تناول أي أدوية أثناء الصيام، وذلك لتحديد ما إذا كانت هذه الأدوية مُفطرة أم لا.

6. حكم ابتلاع الدم عند الصائم:

– لا يُعتبر ابتلاع الدم مُفطرًا في حد ذاته، وذلك سواء كان الدم قادمًا من الجروح أو من اللثة أو من أي مكان آخر في الجسم.

– يُستثنى من ذلك إذا كان ابتلاع الدم متعمدًا أو بكميات كبيرة، وفي هذه الحالة قد يُعتبر الصيام غير صحيح ويجب على الصائم مراجعة فتوى من أهل العلم.

– يُنصح بالبصق الفوري للدم عند ابتلاعه، وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية أو شعور بعدم الراحة.

7. حكم ابتلاع المخاط عند الصائم:

– لا يُعتبر ابتلاع المخاط مُفطرًا في حد ذاته، وذلك سواء كان المخاط صافيًا أو ملونًا أو ممزوجًا بالدم.

– يُستثنى من ذلك إذا كان ابتلاع المخاط متعمدًا أو بكميات كبيرة، وفي هذه الحالة قد يُعتبر الصيام غير صحيح ويجب على الصائم مراجعة فتوى من أهل العلم.

– يُنصح بالبصق الفوري للمخاط عند ابتلاعه، وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية أو شعور بعدم الراحة.

الخلاصة:

يتفق جمهور الفقهاء على أن ابتلاع بقايا الطعام الموجودة بالفم عند الصائم لا يُبطل الصيام، بشرط أن تكون هذه البقايا مختلطة بالريق، وذلك لأن الريق والبلغم ليسا من المفطرات. يجب على الصائم الحذر من ابتلاع بقايا الطعام الكبيرة أو المتعمدة أو ابتلاع الأدوية ذات الطعم أو الرائحة القوية، فهذه الأمور قد تُعتبر مُفطرة. إذا كان لدى الصائم أي شك أو تساؤل حول ما إذا كان شيء ما مُفطرًا أم لا، فيجب عليه مراجعة فتوى من أهل العلم.

أضف تعليق