حكم اجهاض الجنين

حكم اجهاض الجنين

حكم الإجهاض في الإسلام

مقدمة

حكم الإجهاض في الإسلام هو أحد القضايا التي أثارت الكثير من الجدل والخلاف بين الفقهاء المسلمين على مر العصور. ويتراوح الرأي الفقهي حول هذه القضية بين التحريم المطلق للإجهاض وإجازته في ظروف معينة. وفي هذا المقال، سنعرض لمختلف الآراء الفقهية حول مسألة الإجهاض، وكذلك للأدلة الشرعية التي يستند إليها كل رأي.

أنواع الإجهاض

الإجهاض العمدي: هو الإجهاض الذي يتم عمداً بهدف إنهاء الحمل. وهو محرم بالإجماع عند جميع الفقهاء المسلمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تسقط ما في بطنها إلا بإذن زوجها أو وليها”.

الإجهاض الطبيعي: هو الإجهاض الذي يحدث بسبب عوامل طبيعية خارجة عن إرادة الأم، مثل المرض أو حادث أو عيب خلقي في الجنين. وهو جائز عند جميع الفقهاء المسلمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا جناح على من أسقطت ما في بطنها إذا لم ينفخ فيه الروح”.

الإجهاض الشرعي: هو الإجهاض الذي يتم بأمر من القاضي الشرعي في حالات معينة، مثل الحمل الناتج عن الزنا أو الاغتصاب، أو الحمل الذي يهدد حياة الأم. وهو جائز عند بعض الفقهاء المسلمين، ومحرم عند البعض الآخر.

مبررات الإجهاض الشرعي

الحمل الناتج عن الزنا أو الاغتصاب: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز إسقاط الحمل الناتج عن الزنا أو الاغتصاب، لأن هذا الحمل يعتبر ضرراً على الأم، وقد يؤدي إلى فضيحتها أو إلحاق العار بها.

الحمل الذي يهدد حياة الأم: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز إسقاط الحمل الذي يهدد حياة الأم، لأن حفظ حياة الأم أهم من حفظ حياة الجنين.

إجهاض الجنين المشوه تشويهاً كبيراً: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز إسقاط الجنين المشوه تشويهاً كبيراً، لأن هذا التشوه يعتبر ضرراً على الجنين نفسه، وقد يؤدي إلى معاناته في الحياة.

حجج مؤيدي الإجهاض

حق المرأة في التصرف في جسدها: يرى مؤيدو الإجهاض أن للمرأة الحق في التصرف في جسدها، وأن لها الحق في اختيار ما تريد أن تفعله به. ومن ثم، فإن لها الحق في اختيار ما إذا كانت تريد الإبقاء على الحمل أم إنها تريد إسقاطه.

الأضرار التي قد تلحق بالأم: يرى مؤيدو الإجهاض أن الحمل قد يؤدي إلى أضرار صحية أو نفسية للأم، وأن هذه الأضرار قد يكون لها تأثير سلبي على حياة الأم وأسرتها. ومن ثم، فإن الإجهاض قد يكون خياراً أفضل في بعض الحالات.

الحالات الخاصة: يرى مؤيدو الإجهاض أنه يجب السماح بالإجهاض في بعض الحالات الخاصة، مثل الحمل الناتج عن الزنا أو الاغتصاب، أو الحمل الذي يهدد حياة الأم، أو الحمل الذي ينتج عنه جنين مشوه تشويهاً كبيراً.

حجج معارضي الإجهاض

حرمة الإجهاض: يرى معارضو الإجهاض أن الإجهاض محرم شرعاً، وأن إسقاط الجنين هو قتل نفس محرمة. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تسقط ما في بطنها إلا بإذن زوجها أو وليها”.

حق الجنين في الحياة: يرى معارضو الإجهاض أن للجنين حق في الحياة، وأن هذا الحق يجب أن يحترم بغض النظر عن ظروف الحمل أو رغبة الأم. ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: “وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله خلق أرواحكم ثم سواها في أرحام أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ثلاث ظلمات”.

الآثار السلبية للإجهاض: يرى معارضو الإجهاض أن الإجهاض قد يؤدي إلى آثار سلبية على الأم، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم واضطرابات الأكل. ويستندون في ذلك إلى دراسات علمية أثبتت وجود صلة بين الإجهاض وارتفاع مخاطر الإصابة بهذه المشاكل الصحية.

الرأي الراجح في مسألة الإجهاض

الرأي الراجح في مسألة الإجهاض هو أن الإجهاض محرم شرعاً، إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل الحمل الناتج عن الزنا أو الاغتصاب، أو الحمل الذي يهدد حياة الأم، أو الحمل الذي ينتج عنه جنين مشوه تشويهاً كبيراً.

أضف تعليق