حكم إسبال الثوب
مقدمة:
إسبال الثوب من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء، فمنهم من رأى أنه جائز، ومنهم من رأى أنه مكروه، ومنهم من رأى أنه حرام. وسنستعرض في هذا المقال الأدلة والبراهين التي استند إليها كل فريق، ثم نبين حكم إسبال الثوب الصحيح.
1. تعريف إسبال الثوب:
إسبال الثوب هو أن يزيد طول الثوب عن الكعبين، بحيث يمس الأرض أو يقترب منها. وقد ورد النهي عن إسبال الثوب في عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، منها:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إزرة المؤمن إلى نصف ساقه، ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من الكعبين فهو في النار”. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكبرياء رداء الله، والعظمة إزاره، ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة”. رواه أبو داود والنسائي.
2. الأدلة على تحريم إسبال الثوب:
استدل العلماء الذين حرموا إسبال الثوب بعدة أدلة، منها:
– الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في النهي عن إسبال الثوب.
– أن إسبال الثوب من أفعال أهل الكبر والخيلاء، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكبر والخيلاء.
– أن إسبال الثوب قد يؤدي إلى تلوث الثوب بالأوساخ والجراثيم، وقد يؤدي أيضًا إلى تعثر الشخص وسقوطه.
3. الأدلة على كراهية إسبال الثوب:
استدل العلماء الذين كرهوا إسبال الثوب بعدة أدلة، منها:
– أن النهي عن إسبال الثوب ورد في بعض الأحاديث النبوية، وليس في جميعها، وهذا يدل على أن النهي ليس تحريمًا، وإنما هو كراهية.
– أن إسبال الثوب قد يكون ضروريًا في بعض الأحيان، مثل عندما يكون الشخص في مكان موحل أو عندما يكون الجو شديد البرودة.
– أن إسبال الثوب ليس من الكبائر، وإنما هو من الصغائر، ويمكن التكفير عنه بالتوبة والاستغفار.
4. الأدلة على جواز إسبال الثوب:
استدل العلماء الذين أجازوا إسبال الثوب بعدة أدلة، منها:
– أن النهي عن إسبال الثوب ورد في بعض الأحاديث النبوية، وليس في جميعها، وهذا يدل على أن النهي ليس عامًا، وإنما هو خاص ببعض الحالات.
– أن إسبال الثوب قد يكون من السنة في بعض الأحيان، مثل عندما يكون الشخص في حالة إحرام.
– أن إسبال الثوب ليس من الكبائر، وإنما هو من الصغائر، ويمكن التكفير عنه بالتوبة والاستغفار.
5. حكم إسبال الثوب الصحيح:
جمهور العلماء على أن إسبال الثوب مكروه، واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية التي وردت في النهي عن إسبال الثوب. وذهب بعض العلماء إلى أن إسبال الثوب حرام، واستدلوا على ذلك بأن إسبال الثوب من أفعال أهل الكبر والخيلاء، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكبر والخيلاء. وذهب بعض العلماء إلى أن إسبال الثوب جائز، واستدلوا على ذلك بأن النهي عن إسبال الثوب ورد في بعض الأحاديث النبوية، وليس في جميعها، وهذا يدل على أن النهي ليس عامًا، وإنما هو خاص ببعض الحالات.
6. الاستثناءات من حكم إسبال الثوب:
يجوز إسبال الثوب في بعض الحالات، منها:
– عندما يكون الشخص في مكان موحل أو عندما يكون الجو شديد البرودة.
– عندما يكون الشخص في حالة إحرام.
– عندما يكون الشخص في جنازة.
7. الخاتمة:
حكم إسبال الثوب مكروه عند جمهور العلماء، وحرام عند بعض العلماء، وجائز عند بعض العلماء. والقول الراجح هو أن إسبال الثوب مكروه، واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية التي وردت في النهي عن إسبال الثوب. ويجوز إسبال الثوب في بعض الحالات، مثل عندما يكون الشخص في مكان موحل أو عندما يكون الجو شديد البرودة.