خروج النهي عن معناه الحقيقي

خروج النهي عن معناه الحقيقي

خروج النهي عن معناه الحقيقي

مقدمة:

النهي هو أحد أنواع الكلام الذي يُستعمل لمنع المخاطب من فعل شيء ما، أو الامتناع عن فعله. وقد يكون النهي حقيقيًا، أي أنه يمنع المخاطب من فعل شيء ما بالفعل، وقد يكون مجازيًا، أي أنه يمنع المخاطب من فعل شيء ما من خلال استعمال كلمات أخرى غير النهي الصريح. وفي هذا المقال، سنتحدث عن خروج النهي عن معناه الحقيقي، وأنواعه، وأحكامه.

أنواع خروج النهي عن معناه الحقيقي:

يخرج النهي عن معناه الحقيقي في عدة حالات، من أهمها:

1. النهي عن الشيء وطلب غيره: مثل قول الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَىٰ مِنكُم وَالصَّالِحِينَ مِن عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}، فالله تعالى نهى عن ترك الزواج، وطلب الزواج من الأيامى والصالحين.

2. النهي عن الشيء وإرادة الكراهة: مثل قول الله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا أَوْ قُعُودًا أَوْ عَلَىٰ جُنُوبِكُمْ}، فالله تعالى نهى عن ترك ذكر الله تعالى أثناء الصلاة، ولكنه لم يمنع من ذكر الله تعالى أثناء الصلاة، بل هو أمر مرغوب فيه.

3. النهي عن الشيء وإرادة الإباحة: مثل قول الله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}، فالله تعالى نهى عن الزنا، ولكنه أباح الزواج من المحصنات.

4. النهي عن الشيء وإرادة الوجوب: مثل قول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فالله تعالى نهى عن ترك الصلاة والزكاة والركوع، ولكنه لم يمنع من الصلاة والزكاة والركوع، بل هو أمر واجب.

5. النهي عن الشيء وإرادة الندب: مثل قول الله تعالى: {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}، فالله تعالى نهى عن ترك التحية في الجنة، ولكنه لم يمنع من التحية في الجنة، بل هو أمر مستحب.

6. النهي عن الشيء وإرادة الإباحة: مثل قول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَم يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}، فالله تعالى نهى عن أكل الطعام الذي لم يُذكر اسم الله تعالى عليه، ولكنه لم يمنع من أكل الطعام الذي لم يُذكر اسم الله تعالى عليه، بل هو أمر جائز.

7. النهي عن الشيء وإرادة الكراهة: مثل قول الله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}، فالله تعالى نهى عن سب الذين يدعون من دون الله تعالى، ولكنه لم يمنع من سب الذين يدعون من دون الله تعالى، بل هو أمر مكروه.

أحكام خروج النهي عن معناه الحقيقي:

1. إذا كان النهي عن الشيء وطلب غيره، فإن النهي يكون حقيقيًا، والطلب يكون مجازيًا.

2. إذا كان النهي عن الشيء وإرادة الكراهة، فإن النهي يكون حقيقيًا، والكراهة تكون مجازية.

3. إذا كان النهي عن الشيء وإرادة الإباحة، فإن النهي يكون حقيقيًا، والإباحة تكون مجازية.

4. إذا كان النهي عن الشيء وإرادة الوجوب، فإن النهي يكون حقيقيًا، والوجوب يكون مجازيًا.

5. إذا كان النهي عن الشيء وإرادة الندب، فإن النهي يكون حقيقيًا، والندب يكون مجازيًا.

6. إذا كان النهي عن الشيء وإرادة الإباحة، فإن النهي يكون حقيقيًا، والإباحة تكون مجازية.

7. إذا كان النهي عن الشيء وإرادة الكراهة، فإن النهي يكون حقيقيًا، والكراهة تكون مجازية.

خاتمة:

خروج النهي عن معناه الحقيقي هو أمر جائز في اللغة العربية، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مواطن كثيرة. ولهذا الخروج أحكام خاصة به، يجب على المتكلم أن يعلمها حتى لا يقع في الخطأ.

أضف تعليق