حكم اقتناء الكلاب

حكم اقتناء الكلاب

حكم اقتناء الكلاب

مقدمة

الكلب هو حيوان ثديي لاحم من فصيلة الكلبيات، وهو من الحيوانات الأليفة الأكثر شيوعًا في العالم. وقد تم استخدام الكلاب لقرون عديدة للصيد والحراسة والترفيه. ولكن هل يجوز اقتناء الكلاب في الإسلام؟ وهل هناك ضوابط وشروط وأحكام ينبغي مراعاتها عند اقتناء الكلاب؟

أحكام اقتناء الكلاب في الإسلام

اختلف الفقهاء في حكم اقتناء الكلاب في الإسلام، فذهب بعضهم إلى تحريم اقتنائها مطلقًا، وذهب آخرون إلى جواز اقتنائها بشرط ألا تكون ضارة، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل في الحكم بحسب نوع الكلب وسبب اقتنائه.

أولاً: القول بتحريم اقتناء الكلاب مطلقًا

ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم اقتناء الكلاب مطلقًا، استنادًا إلى بعض النصوص الشرعية التي وردت في هذا الشأن، منها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ”.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة”.

ثانيًا: القول بجواز اقتناء الكلاب بشرط ألا تكون ضارة

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز اقتناء الكلاب بشرط ألا تكون ضارة، واستدلوا على ذلك بأن الكلب حيوان نافع يمكن استخدامه في الصيد والحراسة والترفيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أباح اقتناء الكلاب لهذه الأغراض.

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خمس من الدواب ليس على المحرم قتلها: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور”.

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يمنع أحدكم كلبه أن يأكل من طعام بيته”.

ثالثًا: القول بالتفصيل في الحكم بحسب نوع الكلب وسبب اقتنائه

ذهب بعض الفقهاء إلى التفصيل في حكم اقتناء الكلاب بحسب نوع الكلب وسبب اقتنائه، فجواز اقتناء الكلب إنما يثبت للكلاب التي لا تضر بالإنسان، والتي تستخدم في الصيد والحراسة والترفيه، أما الكلاب الضارة مثل الكلاب الشرسة والكلاب المسعورة، فيحرم اقتناؤها.

ضوابط وشروط وأحكام اقتناء الكلاب في الإسلام

إذا جاز اقتناء الكلب بشرط ألا يكون ضارًا، فإن هناك بعض الضوابط والشروط والأحكام التي ينبغي مراعاتها عند اقتناء الكلاب، منها:

أن يكون الكلب معلوم النسب، أي أن يكون من سلالة معروفة لا تحمل صفات ضارة.

أن يكون الكلب مطعمًا ومحصنًا ضد الأمراض المعدية.

أن يكون الكلب مدربًا على عدم إيذاء الناس والحيوانات الأخرى.

أن يكون الكلب مقيدًا بسلسلة أو في مكان محدد، حتى لا يؤذي غيره.

أن يكون الكلب نظيفًا ومعتنى به جيدًا.

آداب التعامل مع الكلاب

هناك بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند التعامل مع الكلاب، منها:

عدم إيذاء الكلب أو ضربه أو إهانته.

إطعام الكلب وسقيه وتنظيفه والعناية به جيدًا.

عدم ترك الكلب وحده في المنزل أو في السيارة لفترات طويلة.

عدم اصطحاب الكلب إلى الأماكن العامة أو المزدحمة.

عدم ترك الكلب يتجول في الشارع دون رقابة.

خاتمة

حكم اقتناء الكلاب في الإسلام يختلف باختلاف نوع الكلب وسبب اقتنائه، فالكلب الضار يحرم اقتناؤه مطلقًا، أما الكلب غير الضار فيجوز اقتناؤه بشرط مراعاة الضوابط والشروط والأحكام الشرعية.

أضف تعليق