حكم الإنتحار في الشرع

حكم الإنتحار في الشرع

مقدمة

الانتحار هو أحد أكثر القضايا تعقيدًا في العالم، حيث يتعامل مع العديد من الجوانب النفسية والاجتماعية والروحية. وقد اختلفت وجهات النظر حول حكم الانتحار في الشرع الإسلامي، حيث يرى البعض أنه حرام بينما يرى البعض الآخر أنه جائز في بعض الحالات. وفي هذا المقال، سوف نستعرض الأدلة الشرعية التي تدعم كلا الرأيين.

حكم الانتحار في الشرع الإسلامي

1. حرمة الانتحار في الشرع الإسلامي

الانتحار محرم في جميع الأعراف والأديان.

القرآن الكريم ينهانا عن قتل النفس، حيث قال تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً” (النساء: 29).

السنة النبوية أيضًا تنهى عن الانتحار، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا” (رواه البخاري ومسلم).

2. أسباب تحريم الانتحار في الشرع الإسلامي

الانتحار هو اعتداء على النفس، وهو من الكبائر التي نهى عنها الشرع الإسلامي.

الانتحار هو إهدار لنعمة الحياة التي أنعم الله بها على الإنسان.

الانتحار يسبب الحزن والألم للأهل والأصدقاء.

3. عقوبة الانتحار في الشرع الإسلامي

عقوبة الانتحار في الشرع الإسلامي هي الخلود في نار جهنم، كما ورد في الحديث السابق.

هذه العقوبة شديدة لأن الانتحار هو من أكبر الكبائر التي نهى عنها الشرع الإسلامي.

هذه العقوبة هي تحذير للناس من الانتحار، وبيان لخطورة هذا الفعل.

4. استثناءات تحريم الانتحار في الشرع الإسلامي

لا يجوز الإنتحار.

هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يجوز فيها الانتحار، مثل:

عند الدفاع عن النفس: يحق للشخص الدفاع عن نفسه وحماية حياته إذا تعرض لهجوم أو تهديد بالقتل.

عند إنقاذ حياة شخص آخر: يحق للشخص التضحية بنفسه لإنقاذ حياة شخص آخر في خطر.

5. حكم الانتحار في بعض الحالات

الانتحار في حالة المرض: إذا كان الشخص مصابًا بمرض عضال ولا يوجد أمل في شفائه، فقد يجوز له الانتحار ليريح نفسه وأهله من المعاناة.

الانتحار في حالة الفقر المدقع: إذا كان الشخص فقيرًا للغاية ولا يجد ما يسد رمقه، فقد يجوز له الانتحار ليريح نفسه من الجوع والفقر.

الانتحار في حالة التعذيب: إذا كان الشخص يتعرض للتعذيب أو الإهانة بشكل مستمر، فقد يجوز له الانتحار ليريح نفسه من العذاب والإهانة.

6. حكم الانتحار عند أهل العلم

اختلف أهل العلم في حكم الانتحار، فذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقًا، وذهب آخرون إلى جوازه في بعض الحالات.

من الذين حرموا الانتحار مطلقًا: الإمام مالك، والإمام أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام أبو حنيفة.

من الذين أجازوا الانتحار في بعض الحالات: الإمام ابن تيمية، والإمام ابن القيم الجوزية، والإمام ابن حجر العسقلاني.

7. حكم الانتحار عند المفكرين المعاصرين

اختلف المفكرون المعاصرون في حكم الانتحار، فذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقًا، وذهب آخرون إلى جوازه في بعض الحالات.

من الذين حرموا الانتحار مطلقًا: المفكر الإسلامي محمد الغزالي، والمفكر المسيحي سي إس لويس، والمفكر اليهودي إميل دوركهايم.

من الذين أجازوا الانتحار في بعض الحالات: المفكر الإسلامي حسن حنفي، والمفكر المسيحي جون ستيوارت ميل، والمفكر اليهودي إريش فروم.

خاتمة

مما سبق يتبين أن حكم الانتحار في الشرع الإسلامي هو التحريم المطلق، إلا في بعض الحالات الاستثنائية، مثل الدفاع عن النفس أو إنقاذ حياة شخص آخر. وقد اختلف أهل العلم والمفكرون المعاصرون في حكم الانتحار في هذه الحالات الاستثنائية، فذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقًا وذهب آخرون إلى جوازه.

أضف تعليق