حكم الاحتفال بيوم الميلاد

حكم الاحتفال بيوم الميلاد

حكم الاحتفال بيوم الميلاد

مقدمة:

يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد من التقاليد القديمة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، ويختلف حكم الاحتفال به من دين إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، فما حكم الاحتفال بيوم الميلاد في الإسلام؟ وهل يجوز للمسلم أن يحتفل به؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

أولاً – أصل الاحتفال بيوم الميلاد:

يرجع أصل الاحتفال بيوم الميلاد إلى الاحتفالات الوثنية التي كانت تقام في روما القديمة، حيث كان الرومان يحتفلون بيوم ميلاد الإله “ساتورن”، إله الزراعة، في منتصف شهر ديسمبر. ومع انتشار المسيحية في روما، حوّل المسيحيون هذا الاحتفال إلى عيد ميلاد المسيح عليه السلام، وسموه “عيد الميلاد”.

ثانياً – حكم الاحتفال بيوم الميلاد في الإسلام:

اتفق جمهور الفقهاء والعلماء على أن الاحتفال بعيد الميلاد لا يجوز للمسلم، لما يلي:

1- مخالفة الاحتفال بيوم الميلاد لعقيدة التوحيد:

يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد مخالفاً لعقيدة التوحيد في الإسلام، لأن المسيحيين يعتقدون أن المسيح عليه السلام هو ابن الله، وهذا اعتقاد باطل ومخالف لقول الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26].

2- الاحتفال بيوم الميلاد تقليد من تقاليد المشركين:

يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد تقليداً من تقاليد المشركين الذين كانوا يحتفلون بأعيادهم الوثنية، وقد نهى الله تعالى المسلمين عن التشبه بالمشركين فقال: {وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [الأنعام: 116].

3- الاحتفال بيوم الميلاد مضيعة للوقت والمال:

يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد مضيعة للوقت والمال، لأنه يتضمن إقامة الحفلات والولائم، وتبادل الهدايا، وهذا كله لا يجوز للمسلم، لأن الله تعالى قال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].

ثالثاً – البدائل الإسلامية للاحتفال بيوم الميلاد:

هناك العديد من البدائل الإسلامية التي يمكن للمسلم أن يحتفل بها بدلاً من عيد الميلاد، ومنها:

1- إحياء ذكرى المولد النبوي:

يعتبر إحياء ذكرى المولد النبوي من أفضل البدائل الإسلامية للاحتفال بيوم الميلاد، لأنه يتضمن إقامة الحفلات والولائم، وتبادل الهدايا، ولكن جميع هذه الأمور تكون في إطار شرعي إسلامي، ولا تخالف عقيدة التوحيد.

2- إحياء ذكرى الهجرة النبوية:

يعتبر إحياء ذكرى الهجرة النبوية من البدائل الإسلامية للاحتفال بيوم الميلاد، لأنه يتضمن إقامة الحفلات والولائم، وتبادل الهدايا، ولكن جميع هذه الأمور تكون في إطار شرعي إسلامي، ولا تخالف عقيدة التوحيد.

3- إحياء ذكرى فتح مكة:

يعتبر إحياء ذكرى فتح مكة من البدائل الإسلامية للاحتفال بيوم الميلاد، لأنه يتضمن إقامة الحفلات والولائم، وتبادل الهدايا، ولكن جميع هذه الأمور تكون في إطار شرعي إسلامي، ولا تخالف عقيدة التوحيد.

رابعاً – حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد:

يجوز للمسلم أن يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد، بشرط ألا يكون في ذلك اعترافاً من المسلم بعيد الميلاد، أو موافقة على عقائد المسيحيين، ويكون ذلك من باب المعاملة الحسنة مع المسيحيين، وإظهار مشاعر المحبة والصداقة لهم.

خامساً – حكم حضور حفلات عيد الميلاد:

لا يجوز للمسلم أن يحضر حفلات عيد الميلاد، لأن ذلك يعتبر مشاركة في الاحتفال بعيد الميلاد، وهذا لا يجوز للمسلم، لما سبق ذكره.

سادساً – حكم شراء هدايا عيد الميلاد:

لا يجوز للمسلم أن يشتري هدايا عيد الميلاد، لأن ذلك يعتبر مشاركة في الاحتفال بعيد الميلاد، وهذا لا يجوز للمسلم، لما سبق ذكره.

سابعاً – الخاتمة:

وفي الختام، فإن الاحتفال بعيد الميلاد لا يجوز للمسلم، لما فيه من مخالفة لعقيدة التوحيد، واتباع لتقاليد المشركين، وإضاعة للوقت والمال. وهناك العديد من البدائل الإسلامية التي يمكن للمسلم أن يحتفل بها بدلاً من عيد الميلاد، والتي لا تخالف عقيدة التوحيد، ولا تتضمن إضاعة للوقت والمال.

أضف تعليق