حكم الاكل اثناء اذان الفجر للصائم

حكم الأكل أثناء أذان الفجر للصائم

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يمتنع فيها المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد حثنا الله تعالى على الصيام في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).

مفهوم أذان الفجر:

أذان الفجر هو الإعلان عن دخول وقت صلاة الفجر، وهو الوقت الذي يبدأ فيه المسلمون صيامهم. ويؤذن المؤذنون بأذان الفجر قبل طلوع الشمس بقليل، حتى يتمكن المسلمون من الاستعداد لصلاة الفجر وتناول وجبة السحور.

حكم الأكل أثناء أذان الفجر للصائم:

اختلف الفقهاء في حكم الأكل أثناء أذان الفجر للصائم على قولين:

القول الأول: يحرم على الصائم الأكل والشرب بمجرد سماع أذان الفجر، حتى لو كان قد بدأ في تناول الطعام أو الشراب قبل الأذان. وهذا القول هو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية.

القول الثاني: يجوز للصائم الأكل والشرب حتى يتأكد من دخول وقت الفجر، وذلك بأن يرى ضوء النهار أو يسمع صوت المؤذن وهو يقول: “الصلاة خير من النوم”. وهذا القول هو مذهب الحنابلة.

أدلة القول الأول:

استدل القائلون بأن الصيام يحرم بمجرد سماع أذان الفجر بقول الله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ” (البقرة: 187). قالوا: إن الآية الكريمة تدل على أن الصيام يبدأ من طلوع الفجر، وأن أذان الفجر هو علامة على دخول وقت الفجر.

أدلة القول الثاني:

استدل القائلون بأن الصيام لا يحرم إلا بعد التأكد من دخول وقت الفجر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أدركه الفجر وهو يأكل أو يشرب، فليتم أكلَه وشربَه، حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” (رواه البخاري ومسلم). قالوا: إن هذا الحديث يدل على أنه يجوز للصائم الأكل والشرب حتى يتأكد من دخول وقت الفجر.

الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول الأول، والذي يرى أن الصيام يحرم بمجرد سماع أذان الفجر. وذلك لأن أذان الفجر هو علامة على دخول وقت الفجر، وقد أمرنا الله تعالى بالصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

الآثار المترتبة على الإفطار أثناء أذان الفجر:

إذا أفطر الصائم أثناء أذان الفجر، فإن صيامه يبطل، وعليه قضاء ذلك اليوم. كما أنه يترتب عليه فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره.

كيفية التكفير عن الإفطار أثناء أذان الفجر:

إذا أفطر الصائم أثناء أذان الفجر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يقضي ذلك اليوم. كما أنه عليه أن يدفع فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. ويمكنه أن يدفع الفدية عن طريق إطعام مسكين وجبة طعام واحدة، أو إعطائه مبلغًا من المال يعادل ثمن وجبة طعام.

الخاتمة:

الصيام عبادة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى. ولذلك، يجب على المسلم أن يحافظ على صيامه، وأن يتجنب الإفطار أثناء أذان الفجر. فالإفطار أثناء أذان الفجر يبطل الصيام، ويترتب عليه فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره.