حكم الباروكة

حكم الباروكة

حكم الباروكة: نظرة شاملة

يُعد ارتداء الباروكة موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمعات الإسلامية، حيث تتباين الآراء حول جواز ارتدائها من عدمه. وفي هذا المقال، سنتناول حكم الباروكة في الإسلام بالتفصيل، مع الاستناد إلى الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية المختلفة.

1. تعريف الباروكة:

الباروكة هي قطعة شعر صناعي أو طبيعي يتم ارتداؤها على الرأس لتغطية الشعر أو زيادته. ويمكن استخدام الباروكة لأغراض مختلفة، مثل تغطية الشعر المتساقط أو الخفيف، أو لإخفاء تسريحة شعر معينة، أو لأغراض تجميلية.

2. حكم ارتداء الباروكة:

اختلفت آراء الفقهاء في حكم ارتداء الباروكة للنساء، فذهب بعضهم إلى تحريمها مطلقًا، بينما أجازها آخرون بشرط ألا تكون مصنوعة من شعر طبيعي أو أن لا يكون الغرض منها إظهار الزينة والتبرج.

أ. المذهب الحنفي:

يحرم ارتداء الباروكة للنساء إلا إذا كانت مصنوعة من شعر صناعي ولا يُقصد بها إظهار الزينة.

ب. المذهب المالكي:

يجيز ارتداء الباروكة للنساء إذا كانت مصنوعة من شعر صناعي أو طبيعي، بشرط ألا تكون طويلة أو مزينة بشكل لافت للنظر.

ج. المذهب الشافعي:

يحرم ارتداء الباروكة للنساء إلا إذا كانت مصنوعة من شعر صناعي ولا يُقصد بها إظهار الزينة.

د. المذهب الحنبلي:

يجيز ارتداء الباروكة للنساء إذا كانت مصنوعة من شعر صناعي أو طبيعي، بشرط ألا تكون طويلة أو مزينة بشكل لافت للنظر.

3. شروط جواز ارتداء الباروكة:

إذا أرادت المرأة ارتداء الباروكة، فيجب أن تتوفر بها الشروط التالية:

أ. ألا تكون مصنوعة من شعر طبيعي:

يحرم ارتداء الباروكة المصنوعة من شعر طبيعي، وذلك لأنها تعتبر من الشعر المستعار، وقد ورد النهي عن ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الواصلة والمستوصلة”.

ب. ألا تكون طويلة أو مزينة بشكل لافت للنظر:

يجب أن تكون الباروكة قصيرة وبسيطة ولا تكون مزينة بشكل لافت للنظر، وذلك حتى لا تكون سببًا في إثارة الفتنة بين الرجال.

ج. ألا يُقصد بها إظهار الزينة والتبرج:

يجب أن يكون الهدف من ارتداء الباروكة هو تغطية الشعر أو زيادته، وليس إظهار الزينة والتبرج.

4. الحكمة من تحريم ارتداء الباروكة:

يرى الفقهاء أن تحريم ارتداء الباروكة المصنوعة من شعر طبيعي يأتي من عدة حِكَم، منها:

أ. المحافظة على الفطرة السليمة:

يعتبر الشعر الطبيعي جزءًا من فطرة الإنسان، ويجب المحافظة عليه وعدم تغييره أو إضافته إلى طبيعة الشخص.

ب. منع التشبه بالرجال:

يُعتبر ارتداء الباروكة المصنوعة من شعر طبيعي تشبهًا بالرجال، وقد ورد النهي عن ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء”.

ج. تجنب الوقوع في المحرمات:

قد يؤدي ارتداء الباروكة المصنوعة من شعر طبيعي إلى إثارة الشهوات والغرائز لدى الرجال، مما قد يؤدي إلى الوقوع في المحرمات.

5. حكم ارتداء الباروكة للرجال:

يجمع الفقهاء على تحريم ارتداء الباروكة للرجال، وذلك لأنه يعتبر من التشبه بالنساء، وقد ورد النهي عن ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال”.

6. حكم زراعة الشعر:

يجوز زراعة الشعر للرجال والنساء إذا كان الغرض منها العلاج وليس التجميل، ويشترط أن يتم ذلك في عيادة طبية مرخصة وأن لا يؤدي إلى أضرار صحية.

7. حكم استخدام الوصلات والشعر المستعار:

يحرم استخدام الوصلات والشعر المستعار المصنوع من شعر طبيعي، وذلك لأنه يعتبر من الشعر المستعار، وقد ورد النهي عن ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الواصلة والمستوصلة”.

الخلاصة:

حكم الباروكة في الإسلام يختلف باختلاف المذهب الفقهي، حيث يرى بعض الفقهاء تحريمها مطلقًا، بينما يجيزها آخرون بشرط ألا تكون مصنوعة من شعر طبيعي أو أن لا يكون الغرض منها إظهار الزينة والتبرج. وفي جميع الأحوال، يجب مراعاة الشروط التي ذكرناها في هذا المقال حتى لا الوقوع في المحرمات.

أضف تعليق