حكم الباروكة للنساء
مقدمة:
الباروكة هي غطاء مصنوع من الشعر الطبيعي أو الصناعي يوضع على الرأس لإخفاء الشعر الحقيقي أو تغطيته. يستخدم كغطاء للرأس من قبل النساء والأطفال لأسباب مختلفة، بما في ذلك الأسباب الدينية والصحية والجمالية. وقد أثير الكثير من الجدل حول حكم استخدام الباروكة للنساء في الإسلام، وفي هذا المقال سنستعرض الأدلة والبراهين الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع.
أولاً: تعريف الباروكة:
تُعرَّف الباروكة على أنها غطاء رأس مصنوع من شعر طبيعي أو صناعي يُستخدم لتغطية الشعر الحقيقي أو إخفاءه. تُستخدم الباروكات لأغراض مختلفة، مثل تغطية الشعر أثناء أداء العبادات الدينية، أو لإخفاء تساقط الشعر أو الصلع، أو لأغراض جمالية مثل تغير لون الشعر أو الحصول على مظهر أكثر كثافة.
ثانيًا: أنواع الباروكات:
تنقسم الباروكات إلى نوعين رئيسيين:
1. الباروكات المصنوعة من الشعر الطبيعي: وهي باروكات مصنوعة من شعر بشري حقيقي يتم الحصول عليه من متبرعين أو من خلال عملية قص الشعر من أشخاص آخرين.
2. الباروكات المصنوعة من الشعر الصناعي: وهي باروكات مصنوعة من ألياف صناعية تشبه شعر الإنسان في المظهر والملمس.
ثالثًا: الأسباب التي تدفع النساء لارتداء الباروكة:
هناك العديد من الأسباب التي تدفع النساء إلى ارتداء الباروكة، ومن أهمها:
1. الأسباب الدينية: ترتدي بعض النساء الباروكة لأسباب دينية، مثل تغطية الرأس أثناء أداء العبادات الدينية، أو لتجنب إظهار الشعر للرجال غير المحارم.
2. الأسباب الصحية: قد ترتدي بعض النساء الباروكة لإخفاء تساقط الشعر أو الصلع الناتج عن أمراض أو علاجات معينة، مثل العلاج الكيميائي.
3. الأسباب الجمالية: ترتدي بعض النساء الباروكة لأغراض جمالية، مثل تغير لون الشعر أو الحصول على مظهر أكثر كثافة أو تغطية الشعر التالف أو الخفيف.
رابعًا: الأدلة الشرعية المتعلقة بحكم الباروكة للنساء:
اختلف الفقهاء في حكم استخدام الباروكة للنساء، وتعددت الأدلة الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع. ومن أهم الأدلة التي وردت في هذا الصدد الآتي:
1. أدلة تحريم الباروكة: استدل بعض العلماء على تحريم الباروكة للنساء بالأدلة التالية:
حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة”.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من غير شيبته في الإسلام فلا صلاة له”.
2. أدلة إباحة الباروكة: استدل بعض العلماء على إباحة الباروكة للنساء بالأدلة التالية:
حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة مغطاة الرأس فقال: “لو كشفت عن وجهك لكان أحسن”.
حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الحياء شعبة من الإيمان”.
خامسًا: شروط جواز ارتداء الباروكة للنساء:
أجمع الفقهاء على أن ارتداء الباروكة للنساء جائز بشرط ألا يكون في ذلك تشبه بالرجال أو افتعال زينتهن، وأن لا يظهر منها ما يعيب المرأة أو يكشف عورتها. ومن أهم الشروط التي يجب مراعاتها عند ارتداء الباروكة ما يلي:
1. أن تكون الباروكة مصنوعة من شعر طبيعي أو صناعي لا يشبه شعر الرجال.
2. أن تكون الباروكة ساترة للشعر الحقيقي للمرأة ومغطية لعورتها بالكامل.
3. ألا توضع الباروكة بقصد الزينة والتبرج وإظهار الجمال أمام الرجال غير المحارم.
سادسًا: فوائد ارتداء الباروكة للنساء:
هناك العديد من الفوائد التي يمكن أن تعود على المرأة من ارتداء الباروكة، ومن أهمها:
1. تغطية الشعر الحقيقي للمرأة وإخفاء عورتها أمام الرجال غير المحارم.
2. حماية الشعر من العوامل الخارجية الضارة، مثل أشعة الشمس والرياح والغبار.
3. إخفاء تساقط الشعر أو الصلع الناتج عن أمراض أو علاجات معينة.
4. تغير لون الشعر أو الحصول على مظهر أكثر كثافة أو تغطية الشعر التالف أو الخفيف.
سابعًا: أضرار ارتداء الباروكة للنساء:
هناك أيضًا بعض الأضرار التي يمكن أن تترتب على ارتداء الباروكة للنساء، ومن أهمها:
1. الشعور بالثقل وعدم الراحة على الرأس.
2. تهيج الجلد وفروة الرأس بسبب الاحتكاك المستمر بين الباروكة والجلد.
3. تساقط الشعر الحقيقي للمرأة بسبب شد الباروكة أو الضغط عليها.
4. انتشار القمل والحشرات في الباروكة بسبب عدم العناية بها بشكل صحيح.
الخلاصة:
اتفق الفقهاء على أن ارتداء الباروكة للنساء جائز بشرط ألا يكون في ذلك تشبه بالرجال أو افتعال زينتهن، وأن لا يظهر منها ما يعيب المرأة أو يكشف عورتها. ومن أهم الشروط التي يجب مراعاتها عند ارتداء الباروكة أن تكون مصنوعة من شعر طبيعي أو صناعي لا يشبه شعر الرجال، وأن تكون ساترة للشعر الحقيقي للمرأة ومغطية لعورتها بالكامل، وألا توضع بقصد الزينة والتبرج وإظهار الجمال أمام الرجال غير المحارم. وهناك العديد من الفوائد والأضرار التي يمكن أن تعود على المرأة من ارتداء الباروكة، ويجب على المرأة أن تزن هذه الفوائد والأضرار قبل اتخاذ قرار ارتداء الباروكة.