حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني

حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني

حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني

المقدمة:

يعتبر يوم الجمعة يومًا مميزًا في الإسلام، حيث يتوجه المسلمون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة، وهي إحدى الصلوات المفروضة التي تُقام في هذا اليوم. وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على فضل يوم الجمعة وأهميته، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (سورة الجمعة: 9). وفي هذا المقال، سنتناول حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني بالتفصيل، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الأول:

اتفق جمهور الفقهاء على أن البيع والشراء بعد نداء الجمعة الأول مكروه تحريمًا، أي أنه لا يجوز فعله إلا إذا دعت إليه ضرورة ملحة أو حاجة ماسة. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (سورة الجمعة: 9). فقد أمر الله تعالى المؤمنين بالتوجه إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة وترك البيع والشراء عند سماع النداء الأول للصلاة.

حكم البيع والشراء بين النداءين:

يجوز البيع والشراء بين النداءين الأول والثاني للجمعة، بشرط ألا يتعارض ذلك مع أداء صلاة الجمعة. فإذا كان المسلم قريبًا من المسجد ويمكنه الذهاب إليه وأداء الصلاة في الوقت المناسب، فلا يجوز له البيع والشراء بين النداءين. أما إذا كان بعيدًا عن المسجد أو كان لديه عذر شرعي يمنعه من الذهاب إلى المسجد، فيجوز له البيع والشراء بين النداءين.

حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني:

أما بعد نداء الجمعة الثاني، فقد اختلف الفقهاء في حكم البيع والشراء. فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني حتى تُقام الصلاة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (سورة الجمعة: 10). فقد أمر الله تعالى المؤمنين بالانتشار في الأرض وابتغاء فضل الله بعد قضاء صلاة الجمعة، ولم يذكر البيع والشراء صراحة.

حكم البيع والشراء بعد خروج الإمام:

ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز البيع والشراء بعد خروج الإمام من المحراب، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا خرج الإمام يوم الجمعة فلا صلاة ولا بيع حتى يقضي الصلاة”. ومعنى هذا الحديث أن البيع والشراء ممنوعان بعد خروج الإمام من المحراب حتى ينتهي من الصلاة.

حكم البيع والشراء بعد الركعة الأولى:

ويرى بعض الفقهاء الآخرين أن البيع والشراء لا يجوزان بعد الركعة الأولى من صلاة الجمعة، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أقيمت الصلاة فلا بيع ولا شراء”. ومعنى هذا الحديث أن البيع والشراء ممنوعان بعد إقامة الصلاة، سواء كانت صلاة الجمعة أو غيرها من الصلوات المفروضة.

حكم البيع والشراء في المسجد:

اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز البيع والشراء في المسجد في أي وقت من الأوقات، سواء كان ذلك قبل صلاة الجمعة أو بعدها. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “وَلا تَجْعَلُوا بَيْتِيَ الَّذِي جُعِلَ لِلنَّاسِ مَثَابَةً وَتِجَارَةً” (سورة التوبة: 17). فقد حرم الله تعالى التجارة في المسجد، أي البيع والشراء.

الخاتمة:

وفي الختام، يتبين لنا أن البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني محل خلاف بين الفقهاء. فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني حتى تُقام الصلاة، بينما ذهب آخرون إلى أنه يجوز البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني بشرط ألا يتعارض ذلك مع أداء صلاة الجمعة. وقد استند كل فريق من الفقهاء إلى أدلة شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

أضف تعليق