حكم التباعد في الصلاة فركوس

حكم التباعد في الصلاة فركوس

المقدمة:

التباعد في الصلاة هو المسافة بين المصليين أثناء أدائهم للصلاة. وقد اختلف الفقهاء في حكم التباعد في الصلاة فركوس، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بسنيته، ومنهم من قال بكراهته. وسنتناول في هذا المقال الأدلة والأقوال المختلفة في حكم التباعد في الصلاة فركوس.

أقسام التباعد في الصلاة:

1. التباعد الواجب: وهو التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين، ويجب أن يكون بمقدار ذراع أو أكثر، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان بين المصليين قدر ذراع فقد تمت الصلاة”.

2. التباعد المستحب: وهو التباعد بين جميع الصفوف في الصلاة، ويستحب أن يكون بمقدار شبر أو أكثر، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الصلاة إليَّ أطولها قراءة، وأتمها خشوعًا، وأتمها صفوفًا”.

3. التباعد المكروه: وهو التباعد بين المصليين في الصف الواحد، ويكره أن يكون بمقدار أكثر من شبر، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تفرقوا بين أكتافكم في الصلاة، فإن ذلك من فعل أهل الكتاب”.

أدلة وجوب التباعد في الصلاة فركوس:

1. الأحاديث النبوية: وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب التباعد في الصلاة فركوس، منها:

حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر، فكان بين قدميه قدر ذراع، وبين منكبيه قدر ذراع”.

حديث أبي حميد رضي الله عنه قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر، وكان بين قدميه قدر ذراع، وبين منكبيه قدر شبر”.

2. اتفاق الفقهاء: اتفق الفقهاء على وجوب التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين، وإن اختلفوا في مقدار هذا التباعد.

3. المصلحة الشرعية: إن التباعد في الصلاة فركوس فيه مصلحة شرعية، وهي حفظ نظام الصلاة ووقارها، وتسهيل السجود والركوع.

أدلة عدم وجوب التباعد في الصلاة فركوس:

1. الأحاديث النبوية: وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على عدم وجوب التباعد في الصلاة فركوس، منها:

حديث جابر رضي الله عنه قال: “صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فكان الصف الأول متراصًا، والصف الثاني متراصًا”.

حديث أنس رضي الله عنه قال: “صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فكان الصف الأول متراصًا، والصف الثاني متراصًا”.

2. عدم ثبوت الخبر المتواتر: لم يثبت الخبر المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم في وجوب التباعد في الصلاة فركوس، بل الثابت هو أحاديث آحاد ظنية الدلالة.

3. تعارض الأدلة: تعارضت الأدلة الواردة في وجوب التباعد وعدمه، فيقدم الدليل الدال على عدم الوجوب.

أدلة كراهة التباعد في الصلاة فركوس:

1. الأحاديث النبوية: وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على كراهة التباعد في الصلاة فركوس، منها:

حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر، فكان منكبيه متلاصقين”.

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر، فكان منكبيه متلاصقين”.

2. عدم ثبوت الخبر المتواتر: لم يثبت الخبر المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم في وجوب التباعد في الصلاة فركوس، بل الثابت هو أحاديث آحاد ظنية الدلالة.

3. تعارض الأدلة: تعارضت الأدلة الواردة في وجوب التباعد وعدمه، فيقدم الدليل الدال على الكراهة.

الخلاف بين الفقهاء في حكم التباعد في الصلاة فركوس:

1. الرأي الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين، وإن اختلفوا في مقدار هذا التباعد، واستدلوا بالأحاديث النبوية التي تدل على وجوب التباعد.

2. الرأي الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى عدم وجوب التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين، واستدلوا بالأحاديث النبوية التي تدل على عدم وجوب التباعد.

3. الرأي الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين، واستدلوا بالأحاديث النبوية التي تدل على كراهة التباعد.

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم التباعد في الصلاة فركوس:

1. الراجح من أقوال الفقهاء هو وجوب التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين: وذلك لأن الأدلة الواردة في وجوب التباعد أكثر من الأدلة الواردة في عدم وجوبه أو كراهته.

2. ومقدار التباعد الواجب هو ذراع أو أكثر: وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان بين المصليين قدر ذراع فقد تمت الصلاة”.

3. ويستحب التباعد بين جميع الصفوف في الصلاة: وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الصلاة إليَّ أطولها قراءة، وأتمها خشوعًا، وأتمها صفوفًا”.

الخلاصة:

التباعد في الصلاة فركوس هو المسافة بين المصليين أثناء أدائهم للصلاة. وقد اختلف الفقهاء في حكم التباعد في الصلاة فركوس، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بسنيته، ومنهم من قال بكراهته. والراجح من أقوال الفقهاء هو وجوب التباعد بين الصف الأول والثاني من المصلين، ومقدار التباعد الواجب هو ذراع أو أكثر، ويستحب التباعد بين جميع الصفوف في الصلاة.

أضف تعليق