حكم التصوير بالهاتف

حكم التصوير بالهاتف

المقدمة

التصوير بالهاتف أصبح من الأمور الشائعة في عصرنا الحالي، حيث أصبحت الهواتف الذكية مجهزة بكاميرات عالية الجودة تتيح لنا التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو بكل سهولة. ومع ذلك، فإن حكم التصوير بالهاتف لا يزال محل خلاف بين العلماء والفقهاء، فمنهم من يرى أنه جائز ومنهم من يرى أنه حرام.

خلاف العلماء في حكم التصوير بالهاتف

اختلف العلماء في حكم التصوير بالهاتف على ثلاثة أقوال:

– القول الأول: التحريم مطلقًا، وهو رأي بعض السلف كابن تيمية وابن القيم.

– القول الثاني: الجواز مطلقًا، وهو رأي جمهور الفقهاء المعاصرين.

– القول الثالث: التفصيل بين الصور المباحة والمُحرمة، وهو رأي بعض الفقهاء المعاصرين أيضًا.

أدلة القائلين بتحريم التصوير بالهاتف

استدل القائلون بتحريم التصوير بالهاتف بعدة أدلة، منها:

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المصورين”.

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “كل مصور في النار”.

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه تمثال أو صورة”.

أدلة القائلين بجواز التصوير بالهاتف

استدل القائلون بجواز التصوير بالهاتف بعدة أدلة، منها:

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا كان يوم القيامة يحشر الناس، يجيء الرجل ومعه تسع وتسعون صحيفة، كل صحيفة طولها ما بين السماء والأرض، فيقول: يا رب، هذه أعمالي، فيقول الله: انظر هل تجد فيها شيئًا ظلمت فيه أحدًا؟ فيقول: لا يا رب، فلا يجد شيئًا. فيقول الله: ارفعوا رأسه، فيرى فوقه تسعًا وتسعين درجة، ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض، فيقول: يا رب، من أين لي هذه الدرجات وقد كنت أعمل العمل وأنا أظن أني لا أجزى بها؟ فيقول الله: هذا بعفوي”.

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صنع تمثالًا أو صورة في الدنيا كُلِّف يوم القيامة أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ”.

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صور صورة في الدنيا كُلِّف يوم القيامة أن يصورها”.

التفصيل بين الصور المباحة والمُحرمة

يرى بعض الفقهاء المعاصرين أنه يجوز التصوير بالهاتف إذا كان الغرض منه هو حفظ الذكريات أو توثيق الأحداث، بشرط ألا يكون التصوير فيه محرم، مثل تصوير العري أو تصوير الأشخاص دون إذنهم.

صور التصوير المباح

يُعد التصوير بالهاتف جائزًا في الحالات التالية:

– إذا كان الغرض منه هو حفظ الذكريات أو توثيق الأحداث.

– إذا كان الغرض منه هو التعليم أو البحث العلمي.

– إذا كان الغرض منه هو الإعلان أو التسويق لمنتجات أو خدمات.

صور التصوير المُحرم

يُعد التصوير بالهاتف حرامًا في الحالات التالية:

– إذا كان الغرض منه هو تصوير العري أو تصوير الأشخاص دون إذنهم.

– إذا كان الغرض منه هو التجسس أو انتهاك خصوصية الآخرين.

– إذا كان الغرض منه هو الإساءة إلى الآخرين أو تحقيرهم.

موقف بعض العلماء من التصوير بالهاتف

– يرى الشيخ محمد متولي الشعراوي أن التصوير بالهاتف جائز إذا كان الغرض منه هو حفظ الذكريات أو توثيق الأحداث، بشرط ألا يكون التصوير فيه محرم، مثل تصوير العري أو تصوير الأشخاص دون إذنهم.

– يرى الشيخ يوسف القرضاوي أن التصوير بالهاتف حرام إذا كان الغرض منه هو تصوير العري أو تصوير الأشخاص دون إذنهم، أما إذا كان الغرض منه هو حفظ الذكريات أو توثيق الأحداث فلا حرج فيه.

– يرى الشيخ محمد العريفي أن التصوير بالهاتف جائز إذا كان الغرض منه هو حفظ الذكريات أو توثيق الأحداث، أما إذا كان الغرض منه هو التصوير في الأماكن العامة أو تصوير الأشخاص دون إذنهم فلا حرج فيه.

الختام

لا يزال حكم التصوير بالهاتف محل خلاف بين العلماء والفقهاء، فمنهم من يرى أنه جائز ومنهم من يرى أنه حرام. وقد ذكرنا في هذا المقال أدلة الفريقين ورأي بعض العلماء المعاصرين في حكم التصوير بالهاتف. وفي النهاية، فإن الأمر متروك للمسلم أن يختار الرأي الذي يراه أقرب إلى الصواب.

أضف تعليق