حكم التهنئة بالعام الجديد

حكم التهنئة بالعام الجديد

المقدمة:

التحية هي أحد أشكال التواصل والتعبير عن المحبة والتقدير بين الناس، وهي من الأمور المستحبة في الإسلام، وتتعدد أشكال التهنئة وتختلف باختلاف المناسبات، وقد اختلف العلماء في حكم التهنئة بالعام الجديد، فهناك من أجازها وهناك من منعها.

حكم التهنئة بالعام الميلادي عند جمهور العلماء:

يرى جمهور العلماء أن التهنئة بالعام الجديد الميلادي لا يجوز شرعًا، لأنها من البدع والإحداث في الدين، ولم تكن معروفة عند السلف الصالح، كما أنها تشبه بأعياد الكفار ومناسباتهم.

يستدلون على ذلك بعدة أدلة من الكتاب والسنة، منها قول الله تعالى: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَهُمْ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

ويقولون إن التهنئة بالعام الميلادي تؤدي إلى ذوبان الهوية الإسلامية، وتقليد الكفار في عاداتهم وتقاليدهم، كما أنها قد تشتمل على بعض المحرمات، كشرب الخمر والرقص والمجون.

حكم التهنئة بالعام الميلادي عند بعض العلماء المعاصرين:

يرى بعض العلماء المعاصرين أن التهنئة بالعام الجديد الميلادي جائزة شرعًا، بشرط ألا تكون مقرونة بأي محرمات أو شبهات، وأن تكون مجرد تعبير عن المحبة والتقدير.

يستدلون على ذلك بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن التهنئة بالعام الجديد من العادات التي لا تتعارض مع الشرع، كما أنها لا تؤدي إلى ذوبان الهوية الإسلامية أو تقليد الكفار.

ويقولون إن التهنئة بالعام الجديد أصبحت عادة اجتماعية متعارف عليها بين الناس، ولا مانع من المشاركة فيها بشرط مراعاة الضوابط الشرعية.

حكم التهنئة بالعام الهجري عند جمهور العلماء:

يرى جمهور العلماء أن التهنئة بالعام الهجري مستحبة شرعًا، لأنها من الشعائر الإسلامية التي تدل على التمسك بالدين والانتماء إليه.

يستدلون على ذلك بالعديد من الأدلة من الكتاب والسنة، منها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا).

ويقولون إن التهنئة بالعام الهجري فرصة لتجديد العهد مع الله تعالى، وتذكير الناس بفضل الإسلام ونعمه، كما أنها مناسبة لإحياء الشعائر الإسلامية وإقامة الندوات والمحاضرات الدينية.

حكم التهنئة بالعام الهجري عند بعض العلماء المعاصرين:

يرى بعض العلماء المعاصرين أن التهنئة بالعام الهجري بدعة محدثة لا يجوز شرعًا، لأنها لم تكن معروفة عند السلف الصالح، كما أنها قد تؤدي إلى الغلو في الدين والتطرف.

يستدلون على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يهنئوا بعضهم البعض بالعام الهجري، وأن هذه العادة دخلت إلى المسلمين من غيرهم.

ويقولون إن التهنئة بالعام الهجري قد تشتمل على بعض المحرمات، كالرقص والمجون والغناء، كما أنها قد تؤدي إلى إهمال العبادات الأخرى.

حكم تبادل الهدايا في العام الجديد:

يرى جمهور العلماء أن تبادل الهدايا في العام الجديد جائز شرعًا، بشرط ألا تكون الهدية محرمة أو مشتملة على محرم، وأن تكون مجرد تعبير عن المحبة والتقدير.

يستدلون على ذلك بأن الهدية من الأمور المحببة في الإسلام، وقد وردت بها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا).

ويقولون إن تبادل الهدايا في العام الجديد فرصة لتقوية أواصر المحبة والألفة بين الناس، وإدخال السرور إلى قلوبهم.

حكم إقامة الحفلات في العام الجديد:

يرى جمهور العلماء أن إقامة الحفلات في العام الجديد جائزة شرعًا، بشرط ألا تشتمل على أي محرمات أو شبهات، وأن تكون مجرد مناسبة للاحتفال والتعبير عن الفرح.

يستدلون على ذلك بأن الاحتفالات من الأمور المباحة في الإسلام، وقد وردت بها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا).

ويقولون إن إقامة الحفلات في العام الجديد فرصة لإحياء التراث الإسلامي وإبراز مظاهر الفرح والسرور.

حكم السفر في العام الجديد:

يرى جمهور العلماء أن السفر في العام الجديد جائز شرعًا، بشرط ألا يكون لغرض محرم، وأن يكون مجرد وسيلة للترفيه والاستجمام.

يستدلون على ذلك بأن السفر من الأمور المباحة في الإسلام، وقد وردت بها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (سافروا تغنموا).

ويقولون إن السفر في العام الجديد فرصة لاكتشاف العالم والمناطق الجديدة، واكتساب الخبرات والتجارب المختلفة.

الخاتمة:

في ختام هذا المقال، نود أن نؤكد على أن حكم التهنئة بالعام الجديد يختلف باختلاف العلماء، فهناك من أجازها وهناك من منعها، ومن الأفضل للمسلم أن يتجنب التهنئة بالعام الميلادي وأن يهنئ الآخرين بالعام الهجري، وأن يبتعد عن كل ما فيه شبهة أو محرم.

أضف تعليق