حكم الحناء للرجال دار الإفتاء المصرية
مقدمة:
الحناء نبات عشبي يستخدم في العديد من الثقافات لأغراض مختلفة، بما في ذلك التجميل والطب. وقد استخدم الرجال الحناء لقرون لتلوين شعرهم ولحاهم وحتى أظافرهم. ومع ذلك، فقد أثار استخدام الحناء من قبل الرجال جدلاً بين العلماء فيما يتعلق بحكمه الشرعي. وفي هذا المقال، سوف نلقي الضوء على موقف دار الإفتاء المصرية من حكم الحناء للرجال.
جواز استخدام الحناء للرجال:
أجازت دار الإفتاء المصرية استخدام الحناء للرجال، بشرط ألا يكون ذلك بقصد التزيين والتجميل. فقد ورد في فتوى رقم 5177، الصادرة في عام 2016، أن “استخدام الحناء للرجال جائز شرعًا، بشرط ألا يكون ذلك بقصد التزيين والتجميل، فإن كان بقصد التزيين والتجميل، فهو مكروه”.
أدلة جواز استخدام الحناء للرجال:
هناك العديد من الأدلة التي تدعم جواز استخدام الحناء للرجال، ومنها:
1. حديث نبوي شريف: روى الإمام الترمذي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “غيروا الشيب بالحناء والكتم”.
2. إجماع العلماء: اتفق العلماء على جواز استخدام الحناء للرجال، بشرط ألا يكون ذلك بقصد التزيين والتجميل.
3. ممارسة الصحابة والتابعين: كان الصحابة والتابعون يستخدمون الحناء لتلوين شعرهم ولحاهم، ولم ينقل عن أحد منهم أنه كره ذلك.
حكمة جواز استخدام الحناء للرجال:
هناك العديد من الحكم التي تدعم جواز استخدام الحناء للرجال، ومنها:
1. إظهار الشيب: الحناء تساعد على إظهار الشيب، وهذا من الأمور المستحبة في الإسلام.
2. الوقاية من الشيب المبكر: الحناء تساعد على الوقاية من الشيب المبكر، وهذا من الأمور المحمودة في الإسلام.
3. التداوي بأوراق الحناء: الحناء لها خصائص طبية تساعد على التخلص من بعض الأمراض الجلدية، وهذا من الأمور المباحة في الإسلام.
الاختلاف في حكم الحناء للرجال:
هناك اختلاف بين الفقهاء في حكم الحناء للرجال، فبعضهم يرى أنه جائز، وبعضهم يرى أنه مكروه، وبعضهم يرى أنه حرام. وقد استند كل فريق إلى أدلة مختلفة لدعم رأيه.
رأي الفريق الأول:
يرى الفريق الأول أن الحناء جائزة للرجال، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1. حديث نبوي شريف: روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “غيروا الشيب بالحناء والكتم”.
2. إجماع العلماء: اتفق العلماء على جواز استخدام الحناء للرجال، بشرط ألا يكون ذلك بقصد التزيين والتجميل.
3. ممارسة الصحابة والتابعين: كان الصحابة والتابعون يستخدمون الحناء لتلوين شعرهم ولحاهم، ولم ينقل عن أحد منهم أنه كره ذلك.
رأي الفريق الثاني:
يرى الفريق الثاني أن الحناء مكروهة للرجال، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1. حديث نبوي شريف: روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”.
2. تشبه بالنساء: استخدام الحناء للرجال قد يؤدي إلى التشبه بالنساء، وهذا من الأمور المنهي عنها في الإسلام.
3. إضاعة المال: استخدام الحناء للرجال قد يؤدي إلى إضاعة المال، وهذا من الأمور المنهي عنها في الإسلام.
رأي الفريق الثالث:
يرى الفريق الثالث أن الحناء حرام للرجال، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1. حديث نبوي شريف: روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال”.
2. تشبه بالكفار: استخدام الحناء للرجال قد يؤدي إلى التشبه بالكفار، وهذا من الأمور المنهي عنها في الإسلام.
3. إشاعة الفاحشة: استخدام الحناء للرجال قد يؤدي إلى إشاعة الفاحشة، وهذا من الأمور المنهي عنها في الإسلام.
الخلاصة:
دار الإفتاء المصرية تجيز استخدام الحناء للرجال، بشرط ألا يكون ذلك بقصد التزيين والتجميل. وهناك العديد من الأدلة التي تدعم هذا الرأي، ومنها حديث نبوي شريف وإجماع العلماء وممارسة الصحابة والتابعين. ومع ذلك، فقد اختلف الفقهاء في حكم الحناء للرجال، فبعضهم يرى أنه جائز، وبعضهم يرى أنه مكروه، وبعضهم يرى أنه حرام. وقد استند كل فريق إلى أدلة مختلفة لدعم رأيه.