حكم الدعاء في راس السنة الميلادية

حكم الدعاء في راس السنة الميلادية

حكم الدعاء في رأس السنة الميلادية

مقدمة:

رأس السنة الميلادية هو يوم عطلة رسمي في العديد من البلدان حول العالم، ويحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم بوصفه بداية السنة الجديدة. وفي هذه المناسبة، يتبادل الناس الهدايا والتهاني ويرفعون الدعوات بالخير والبركة بأن يجعلها الله سنة سعيدة عليهم وعلى ذويهم. وبالرغم من ذلك، فإن هناك جدلاً بين العلماء المسلمين حول حكم الدعاء في رأس السنة الميلادية، فمنهم من يرى أنه جائز، ومنهم من يرى أنه مكروه أو محرم.

أولاً: أدلة القائلين بجواز الدعاء في رأس السنة الميلادية:

استدل القائلون بجواز الدعاء في رأس السنة الميلادية بما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أتى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم: ما هذا؟ فقالوا: هذا يوم صالح، فيه أظهر الله موسى على فرعون، فصامه موسى شكراً لله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”.

وقالوا أيضاً: إن الدعاء في رأس السنة الميلادية جائز لأنه نوع من أنواع العبادات التي أباحها الله تعالى لعباده، والدعاء من أفضل هذه العبادات، وقد قال الله تعالى في سورة غافر: “ادعوني أستجب لكم”، وقال في سورة البقرة: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”.

وقالوا أيضاً: إن الدعاء في رأس السنة الميلادية جائز لأنه لا يتضمن أي نوع من الشرك بالله تعالى، ولا يتضمن أي نوع من أنواع البدع والمحدثات في الدين، بل هو نوع من أنواع الدعاء المباح الذي أباحه الله تعالى لعباده.

ثانياً: أدلة القائلين بكراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية:

استدل القائلون بكراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

وقالوا أيضاً: إن الدعاء في رأس السنة الميلادية مكروه لأنه نوع من أنواع التشبه بالكفار، والكفار يحتفلون بهذا اليوم على أنه بداية السنة الجديدة، ولا يجوز للمسلمين أن يتشبهوا بهم في ذلك.

وقالوا أيضاً: إن الدعاء في رأس السنة الميلادية مكروه لأنه نوع من أنواع البدع والمحدثات في الدين، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا التابعون لهم بإحسان يدعون الله تعالى في هذا اليوم.

ثالثاً: أدلة القائلين بتحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية:

استدل القائلون بتحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية بما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

وقالوا أيضاً: إن الدعاء في رأس السنة الميلادية محرم لأنه نوع من أنواع الابتداع في الدين، والابتداع في الدين حرام، وقد قال الله تعالى في سورة الأحزاب: “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً”.

وقالوا أيضاً: إن الدعاء في رأس السنة الميلادية محرم لأنه نوع من أنواع الشرك بالله تعالى، والشرك بالله تعالى هو أكبر الكبائر، وقد قال الله تعالى في سورة الزمر: “فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”.

رابعاً: الرد على أدلة القائلين بجواز الدعاء في رأس السنة الميلادية:

يمكن الرد على أدلة القائلين بجواز الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يدل على جواز الدعاء في رأس السنة الميلادية، لأن الحديث يتعلق بصيام يوم عاشوراء، وليس الدعاء في رأس السنة الميلادية.

يمكن الرد أيضاً على أدلة القائلين بجواز الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الدعاء في رأس السنة الميلادية ليس من أنواع العبادات التي أباحها الله تعالى لعباده، لأن العبادات التي أباحها الله تعالى لعباده هي العبادات التي شرعها الله تعالى في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والدعاء في رأس السنة الميلادية لم يشرعه الله تعالى في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

يمكن الرد أيضاً على أدلة القائلين بجواز الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الدعاء في رأس السنة الميلادية يتضمن نوعاً من الشرك بالله تعالى، لأن الكفار يحتفلون بهذا اليوم على أنه بداية السنة الجديدة، والدعاء في هذا اليوم يعني الدعاء بأن يوفقهم الله تعالى في أعمالهم في السنة الجديدة، وهذا نوع من الشرك بالله تعالى لأن الدعاء يجب أن يكون لله تعالى وحده.

خامساً: الرد على أدلة القائلين بكراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية:

يمكن الرد على أدلة القائلين بكراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يدل على كراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية، لأن الحديث يتعلق بالتشبه بالكفار في أعيادهم ومناسباتهم، وليس الدعاء في رأس السنة الميلادية.

يمكن الرد أيضاً على أدلة القائلين بكراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الدعاء في رأس السنة الميلادية لا يعد نوعاً من أنواع التشبه بالكفار، لأن الكفار يحتفلون بهذا اليوم على أنه بداية السنة الجديدة، والدعاء في هذا اليوم لا يعني الاحتفال به، بل يعني الدعاء لله تعالى بأن يوفقهم الله تعالى في أعمالهم في السنة الجديدة.

يمكن الرد أيضاً على أدلة القائلين بكراهة الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الدعاء في رأس السنة الميلادية لا يعد نوعاً من أنواع البدع والمحدثات في الدين، لأن الدعاء في رأس السنة الميلادية ليس عبادة جديدة، بل هو نوع من أنواع الدعاء المباح الذي أباحه الله تعالى لعباده.

سادساً: الرد على أدلة القائلين بتحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية:

يمكن الرد على أدلة القائلين بتحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما لا يدل على تحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية، لأن الحديث يتعلق بالابتداع في الدين، وليس الدعاء في رأس السنة الميلادية.

يمكن الرد أيضاً على أدلة القائلين بتحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الدعاء في رأس السنة الميلادية لا يعد نوعاً من أنواع الابتداع في الدين، لأن الدعاء في رأس السنة الميلادية ليس عبادة جديدة، بل هو نوع من أنواع الدعاء المباح الذي أباحه الله تعالى لعباده.

يمكن الرد أيضاً على أدلة القائلين بتحريم الدعاء في رأس السنة الميلادية بأن الدعاء في رأس السنة الميلادية لا يعد نوعاً من أنواع الشرك بالله تعالى، لأن الكفار يحتفلون بهذا اليوم على أنه بداية السنة الجديدة، والدعاء في هذا اليوم لا يعني الدعاء بأن يوفقهم الله تعالى في أعمالهم في السنة الجديدة، بل يعني الدعاء لله تعالى بأن يوفقهم الله تعالى في أعمالهم في السنة الجديدة وأن يهديهم إلى الإسلام.

سابعاً: الخلاصة:

الخلاصة في حكم الدعاء في رأس السنة الميلادية أن هناك خلافاً بين العلماء في هذه المسألة، فمنهم من يرى أن الدعاء في رأس السنة الميلادية جائز، ومنهم من يرى أنه مكروه، ومنهم من يرى أنه محرم. والصواب في هذه المسألة أن الدعاء في رأس السنة الميلادية جائز، وليس مكروهاً ولا محرماً، وذلك لأن الدعاء في رأس السنة الميلادية لا يتضمن أي نوع من أنواع الشرك بالله تعالى، ولا يتضمن أي نوع من أنواع البدع والمحدثات في الدين، بل هو نوع من أنواع الدعاء المباح الذي أباحه الله تعالى لعباده.

أضف تعليق