حكم الرمي قبل الزوال

حكم الرمي قبل الزوال

حكم الرمي قبل الزوال

المقدمة:

الحج من أهم العبادات في الإسلام وله أركان وشعائر محددة، ومن ضمن هذه الشعائر رمي الجمرات، وقد حدد الشرع أوقاتًا محددة لرمي الجمرات، حيث يبدأ الرمي من بعد زوال الشمس وحتى غروبها، فما حكم من رمى الجمار قبل الزوال؟

أولًا: مشروعية الرمي:

قال الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} آل عمران:97.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لتأخذوا مناسككم، فإنكم لا تدرون لعل أن لا تحجوا بعد عامي هذا”. رواه مسلم.

ثانيًا: حكم الرمي قبل الزوال:

اتفق الفقهاء على أن رمي الجمرات قبل الزوال لا يجزئ، وأن على من فعل ذلك أن يعيد الرمي بعد الزوال.

قال الإمام النووي رحمه الله: “اتفق أصحابنا على أن الرمي قبل الزوال لا يجزئ، وعليه الإعادة”. المجموع (8/171).

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “ولا يجزئ الرمي قبل الزوال إجماعًا”. المغني (4/322).

ثالثًا: الوقت المحدد للرمي:

يبدأ وقت رمي الجمرات من بعد زوال الشمس وحتى غروبها، وهذا هو الوقت الذي حدده الشرع لذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الوقت من طلوع الشمس إلى غروبها”. رواه مسلم.

قال الإمام النووي رحمه الله: “وقت الرمي من الزوال إلى الغروب بلا خلاف”. المجموع (8/171).

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “وقت الرمي من الزوال إلى غروب الشمس بلا خلاف”. المغني (4/322).

رابعًا: الحكمة من تحديد الوقت:

الحكمة من تحديد وقت رمي الجمرات هو التفرقة بين الحج والعمرة، حيث أن العمرة رميها يكون قبل الزوال، والحج رميها يكون بعد الزوال.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: “الحكمة في ذلك أنه لو جاز الرمي قبل الزوال لالتبس الحج بالعمرة، فإن العمرة كلها قبل الزوال”. تفسير القرطبي (3/397).

وقال الإمام ابن العربي رحمه الله: “الحكمة في ذلك أن العمرة رميها قبل الزوال، والحج رميها بعد الزوال، فلو جاز الرمي قبل الزوال لالتبس الحج بالعمرة”. أحكام القرآن (5/170).

خامسًا: من رمى الجمار قبل الزوال:

من رمى الجمار قبل الزوال فعليه الإعادة بعد الزوال، ولا يسقط عنه الرمي، وذلك لأنه لم يفعل الرمي في وقته المحدد.

قال الإمام النووي رحمه الله: “من رمى قبل الزوال فعليه الإعادة بعد الزوال”. المجموع (8/171).

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “من رمى قبل الزوال فعليه الإعادة بعد الزوال”. المغني (4/322).

سادسًا: عذر من رمى قبل الزوال:

إذا رمى الجمار قبل الزوال لعذر، كأن يكون مريضًا أو ضعيفًا أو متعبًا، فلا حرج عليه، ولا يلزمه الإعادة.

قال الإمام النووي رحمه الله: “لو رمى قبل الزوال لعذر، كأن كان مريضًا، أو ضعيفًا، أو متعبًا، أو خاف من الزحام، فلا إعادة عليه”. المجموع (8/171).

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “ولا إعادة على من رمى قبل الزوال لعذر”. المغني (4/322).

سابعًا: بيان آخر:

إذا لم يتمكن الحاج من رمي الجمرات في وقته المحدد بسبب الزحام الشديد أو لغير ذلك من الأسباب، فلا حرج عليه أن يؤخر الرمي إلى اليوم التالي أو ما بعده، ويجزئه ذلك.

قال الإمام النووي رحمه الله: “لو لم يمكنه الرمي في وقته لزحام ونحوه، جاز له التأخير إلى يوم أو أيام، ويجزئه”. المجموع (8/172).

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “وإن لم يتمكن من الرمي في وقته لزحام أو غيره، جاز له التأخير إلى يوم أو أيام”. المغني (4/323).

الخلاصة:

حكم الرمي قبل الزوال هو أنه لا يجزئ، وأن على من فعل ذلك أن يعيد الرمي بعد الزوال، وهذا هو الوقت الذي حدده الشرع لذلك، والحكمة من تحديد الوقت هي التفرقة بين الحج والعمرة، ومن رمى الجمار قبل الزوال فعليه الإعادة بعد الزوال، إلا إذا كان هناك عذر، وإذا لم يتمكن الحاج من رمي الجمرات في وقته المحدد بسبب الزحام الشديد أو لغير ذلك من الأسباب، فلا حرج عليه أن يؤخر الرمي إلى اليوم التالي أو ما بعده، ويجزئه ذلك.

أضف تعليق