حكم الشرك الاصغر

حكم الشرك الاصغر

بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم

حُكم الشرك الأصغر

مقدمة:

الشرك الأصغر هو نوع من الشرك لا يخرج عن الملة، وإن كان يخلّ بها، وقد عرّفه الإمام ابن تيمية بأنه: “كل قول أو فعل فيه مع الله غيره، ولو لم يكن ذلك مما يوجب الخلود في النار”. والمقصود بـ”قول أو فعل” هو ما يصدر عن العبد من أقوال أو أفعال يدل على تكبّر العبد على الله تعالى، أو امتهانه أو إهانته أو الاستهانة به، أو اتخاذه ندا أو شريكاً في الألوهية أو الربوبية أو التصرف الكوني.

أقسام الشرك الأصغر:

ينقسم الشرك الأصغر إلى قسمين:

1. الشرك في العبادة: وهو ما يفعله العبد من أقوال أو أفعال تدل على أنه يعبد غير الله تعالى، أو يطلب منه سبحانه وتعالى ما لا يطلب إلا من المعبود، أو ينذر له غير الله، أو يقسم به سواه.

2. الشرك في الألوهية: وهو ما يفعله العبد من أقوال أو أفعال تدل على أنه يعتقد بأن هناك إلهاً غير الله تعالى، أو أنه شريك له في الألوهية، أو أنه هو الذي يتصرف في الكون دون الله، أو أنه هو الذي يسبب الخير والشر في العالم دون الله.

مظاهر الشرك الأصغر:

هناك العديد من المظاهر التي يدخل فيها الشرك الأصغر، منها على سبيل المثال:

1. الغرور والكبر: إن الشعور بالزهو والخيلاء والغرور هو نوع من الشرك الأصغر لأن العبد يرى نفسه أفضل من غيره، وبالتالي فهو يعظم نفسه.

2. الرياء: الرياء هو إظهار العبد الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى بقصد الحصول على الثناء والثناء من الناس، وهذا نوع من الشرك الأصغر لأن العبد يطلب من الناس بدلاً من الله.

3. الإعجاب بالنفس: عندما يُعجب المرء بنفسه أو بأفعاله فهذا نوع من الشرك الأصغر لأنه يعتبر نفسه فوق الآخرين، ويستحق الإعجاب والثناء أكثر من الله.

4. حلفان الكذب: إنَّ اليمين الكاذبة بالله تعالى هي نوع من الشرك الأصغر لأنها تجعل العبد يشرك مع الله غيره في العبادة، فالعبد يحلف بغير الله تعالى وهذا نوع من الشرك.

5. نذر الكفارة: إنَّ النذر من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهى أن ينذر أحد على معصية، لأن النذر لله تعالى وحده.

6. استغاثة غير الله تعالى: إنَّ الاستغاثة بغير الله تعالى من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا نوع من الشرك الأصغر.

7. الاستعانة بالأموات أو الجن: إنَّ الاستعانة بالأموات أو الجن من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا نوع من الشرك الأصغر.

حكم الشرك الأصغر:

يعتبر الشرك الأصغر ذنباً من الذنوب التي نهى عنها الله تعالى، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه وبيّن خطورته، إلا أنه لا يخرج عن الملة، ولا يعتبر كفراً أكبر، ولكن يعاقب العبد عليه ويحاسب عليه.

الفرق بين الشرك الأصغر والأكبر:

1. الشرك الأكبر: هو الشرك الذي يخرج صاحبه عن الملة ويجعله مرتداً عن الإسلام، مثل أن يعتقد العبد أن هناك إلها آخر غير الله تعالى، أو يفعل ما يدل على ذلك.

2. الشرك الأصغر: هو الشرك الذي لا يخرج العبد به عن الملة، ولكنه يأثم ويعاقب عليه، مثل أن يفعل العبد ما يدل على أنه يعظم شيئاً من المخلوقات أكثر من الله تعالى.

خطورة الشرك الأصغر:

إن الشرك الأصغر خطير على العبد في الدنيا والآخرة، فهو يؤدي إلى غضب الله تعالى وسخطه، كما أنه يؤدي إلى ضعف الإيمان وحب الدنيا والبعد عن الله تعالى.

الوقاية من الشرك الأصغر:

هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تساعد العبد على الوقاية من الشرك الأصغر، منها:

1. التربية السليمة: يجب أن يتلقى العبد تربية سليمة منذ صغره تعلمه معنى التوحيد وأهميته، وتحثه على الإيمان بالله تعالى وحده والشكر له والتقرب إليه.

2. الدعوة إلى الله تعالى: يجب على العبد أن يدعو الآخرين إلى الله تعالى ويعلمهم معنى التوحيد وأهميته، وأن يحذرهم من الشرك الأصغر والكبير.

خاتمة:

وفي الختام، فإن الشرك الأصغر ذنب كبير يجب على العبد أن يحذره ويبتعد عنه، وينبغي عليه أن يحرص على توحيد الله تعالى والإخلاص له في العبادة، وأن يعلم أن الشرك الأصغر خطر على إيمانه وعقيدته في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق