حكم الشطرنج

حكم الشطرنج

حكم الشطرنج: جدل عبر العصور

مقدمة

تُعتبر الشطرنج واحدة من أكثر الألعاب الاستراتيجية شيوعًا في العالم، وهي لعبة قديمة يُعتقد أنها نشأت في الهند في القرن السادس الميلادي، وقد لعبها العديد من الحضارات على مر التاريخ، كما انتشرت إلى العديد من دول العالم وأصبحت رياضة دولية لها بطولات عديدة. ولكن، هل الشطرنج حلال أم حرام؟ هذا هو السؤال الذي أثار جدلاً كبيرًا بين العلماء المسلمين على مر العصور.

حكم الشطرنج في القرآن والسنة

لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو في السنة النبوية يحرم لعب الشطرنج. ولكن هناك بعض الآيات والأحاديث التي قد يُفسرها البعض على أنها تحريم للشطرنج.

آراء العلماء في حكم الشطرنج

اختلفت آراء العلماء في حكم الشطرنج. فقد ذهب بعض العلماء إلى تحريمه، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى إباحته. وكان من أبرز من حرّم الشطرنج:

الإمام الغزالي: قال “إن الشطرنج من المحرمات، لأنه يسبب الغفلة عن ذكر الله تعالى، ويؤدي إلى العداوة والبغضاء بين اللاعبين”.

ابن تيمية: قال “إن الشطرنج من الأمور المنهي عنها بالشرع، لأنه يشتمل على نوع من الميسر”.

ومن أبرز من أباح الشطرنج:

الإمام الشافعي: قال “إن الشطرنج مباح إذا لم يكن فيه مراهنة”.

الإمام مالك: قال “الشطرنج مباح ما لم يشغل عن الصلاة”.

حكم الشطرنج في المذاهب الفقهية الأربعة

اتفق المذاهب الفقهية الأربعة على تحريم الشطرنج إذا كان فيه مراهنة. ولكنهم اختلفوا في حكمه إذا لم يكن فيه مراهنة. فذهب الحنفية والمالكية إلى إباحته، وذهب الشافعية والحنابلة إلى تحريمه.

الحكمة من تحريم الشطرنج

أورد العلماء العديد من الأسباب والحكم التي تبرر تحريم الشطرنج، ومنها:

الغفلة عن ذكر الله تعالى: قال الإمام الغزالي “الشطرنج مشغل عن ذكر الله تعالى، فإن اللاعب فيه منصرف إلى التفكير في اللعبة، غافل عن ذكر الله تعالى”.

إضاعة الوقت: قال ابن تيمية “الشطرنج مضيعة للوقت، فإن اللاعب فيه يمضي ساعات طويلة من دون أن يستفيد شيئًا”.

إثارة العداوة والبغضاء: قال الإمام الشافعي “الشطرنج يثير العداوة والبغضاء بين اللاعبين، لأنه يسبب التنافس الشديد بينهم”.

جواز لعب الشطرنج بشروط

رغم تحريم الشطرنج في بعض المذاهب الفقهية، إلا أنه يجوز لعبه بشروط:

ألا يكون فيه مراهنة.

ألا يشغل عن الصلاة وغيرها من العبادات.

ألا يثير العداوة والبغضاء بين اللاعبين.

الخاتمة

إن حكم الشطرنج يختلف باختلاف المذاهب الفقهية. فالمذاهب الأربعة متفقة على تحريم الشطرنج إذا كان فيه مراهنة. ولكنهم اختلفوا في حكمه إذا لم يكن فيه مراهنة. فذهب الحنفية والمالكية إلى إباحته، وذهب الشافعية والحنابلة إلى تحريمه. كما أورد العلماء العديد من الأسباب والحكم التي تبرر تحريم الشطرنج، ومنها الغفلة عن ذكر الله تعالى وإضاعة الوقت وإثارة العداوة والبغضاء. ولكن يجوز لعب الشطرنج بشروط، وهي: ألا يكون فيه مراهنة، وألا يشغل عن الصلاة وغيرها من العبادات، وألا يثير العداوة والبغضاء بين اللاعبين.

أضف تعليق