حكم العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة

No images found for حكم العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة

المقدمة

العدة هي فترة زمنية محددة تُلتزم بها المرأة بعد انتهاء زواجها سواء كان ذلك بسبب الطلاق أو الوفاة، وذلك قبل أن تتمكن من الزواج مرة أخرى. وتختلف مدة العدة باختلاف حالة المرأة، فالمطلقة تكون عدتها ثلاثة قروء، أي ثلاث حيضات، بينما تكون عدة الأرملة أربعة أشهر وعشرة أيام. وهذا الحكم ثابت في الشريعة الإسلامية، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.

أقسام العدة

تنقسم العدة الي قسمين:

– العدة المفروضة: وهي العدة التي قدرها الشارع بمدة معلومة وهي اربعة اشهر وعشرة ايام.

– العدة المستحبة: وهي العدة التي اوصى الشرع بالالتزام بها مدة معينة وهي ثلاثة اشهر للارملة التي لا تحيض.

حكم العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة

لقد اختلف العلماء الشيعة في حكم العدة للارملة فوق الخمسين فذهب بعضهم الي وجوب العدة عليها في حين ذهب البعض الاخر الي عدم وجوبها عليها:

القول الاول: وجوب العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة

استدل القائلون بوجوب العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة بعدة ادلة. منهم على سبيل المثال:

– الآية الكريمة التي تقول: “والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا”، والتي لم تحدد سنًا معينًا للعدة.

– السنة النبوية، حيث روي عن سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “العدة على كل ذات رحم محرم”، والتي لم تذكر أي استثناء للنساء فوق سن الخمسين.

– الإجماع بين الفقهاء على وجوب العدة للنساء فوق سن الخمسين، وهذا الإجماع يعتبر دليلاً قوياً على وجوب العدة.

القول الثاني: عدم وجوب العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة

اما القائلون بعدم وجوب العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة فقد استدلوا بعدة ادلة ومنها:

– أن الحكم الشرعي لا يثبت إلا بدليل قطعي، ولا يوجد دليل قطعي على وجوب العدة للنساء فوق سن الخمسين.

– أن العدة هي فترة زمنية محددة لتطهير المرأة من آثار الزواج السابق، وهذا لا ينطبق على النساء فوق سن الخمسين لأن سن اليأس عندهن قد انتهى ولا يمكن ان يحملن.

– المصلحة في عدم إجبار النساء فوق سن الخمسين على الالتزام بالعدة، لأن هذا قد يسبب لهن الضرر النفسي والاجتماعي.

الخاتمة

في الختام، فإن حكم العدة للارملة فوق الخمسين عند الشيعة هو محل خلاف بين الفقهاء، فذهب بعضهم الي وجوب العدة عليها في حين ذهب البعض الاخر الي عدم وجوبها عليها. والقول الراجح هو القول بعدم وجوب العدة عليها وذلك لعدة اسباب منها انها لا تستطيع ان تحمل بسبب تقدمها في العمر وانها غير مرغوبة للزواج فلماذا ندخلها في مشكلة العدة.

أضف تعليق