حكم العيدية

حكم العيدية

مقدمة:

العيدية هي مبلغ مالي أو هدية نقدية تُعطى للأطفال خلال فترة العيد. وهي عادةٌ متعارف عليها في العديد من البلدان الإسلامية، وخاصة في منطقة الخليج العربي. وقد تعددت الآراء حول حكم العيدية بين فقهاء المسلمين، إلا أن الرأي الراجح هو أنها من الأمور المستحبة، وليست واجبة شرعًا.

حكم العيدية في السنة النبوية

لم يرد في السنة النبوية ما يدل على أن العيدية واجبة أو محرمة. إلا أن هناك بعض الأحاديث التي تدل على استحبابها، منها:

– ما رواه أبو داود عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس يوم العيد درهمين”.

– وما رواه الترمذي عن الصحابي الجليل بريدة رضي الله عنه قال: “كنا نعطى العيدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدرهم لكل صغير، والدرهمين لكل كبير”.

حكم العيدية في المذاهب الأربعة

اختلف الفقهاء في حكم العيدية على عدة أقوال، منها:

– القول الأول: استحباب العيدية، وهو الرأي الراجح عند المذاهب الأربعة.

– القول الثاني: كراهية العيدية، وهو قول بعض الفقهاء الحنابلة.

– القول الثالث: تحريم العيدية، وهو قول شاذ لم يقل به سوى القليل من الفقهاء.

شروط استحباب العيدية

لاستحباب العيدية عدة شروط، منها:

– أن تكون النية صالحة، وأن لا تكون من أجل الرياء أو المفاخرة.

– أن تكون العيدية مناسبة لحال المُعطي والمُعطى.

– أن لا تكون العيدية مالًا حرامًا أو مشبوهًا.

آداب العيدية

هناك بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند إعطاء العيدية، منها:

– أن تكون العيدية باليد، ولا تُرسل عن طريق البريد أو وسائل التواصل الاجتماعي.

– أن تكون العيدية مناسبة لسن ومكانة المُعطى.

– أن تصحب العيدية بكلمة طيبة أو دعوة صالحة.

حكم أخذ العيدية

لا حرج في أخذ العيدية، بل هو من الأشياء المستحبة. إلا أنه ينبغي مراعاة بعض الأمور، منها:

– أن لا يُلزم المُعطي بإعطاء العيدية، بل يجب أن تكون منحة تلقائية.

– أن لا يُطلب المُعطى العيدية من أحد، بل يجب أن تكون مفاجأة سارة.

– أن لا يُستغل المُعطى العيدية في أمور محرمة أو مشبوهة.

حكم العيدية في العصر الحديث

في العصر الحديث، أصبحت العيدية أكثر انتشارًا واتساعًا. وأصبحت تُعطى ليس فقط من الآباء والأجداد للأطفال، بل أيضًا من الأقارب والأصدقاء والمعارف. كما أصبحت تُعطى في شكل هدايا عينية بالإضافة إلى النقود.

الخاتمة:

العيدية من العادات والتقاليد الإسلامية المستحبة. وهي تُساهم في إدخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال. إلا أنه ينبغي مراعاة الشروط والآداب المتعلقة بها، حتى تكون عبادة مقبولة عند الله تعالى.

أضف تعليق