حكم العيديه

حكم العيديه

حكم العيدية

مقدمة:

العيدية هي هدية مالية أو عينية تُعطى للأطفال في الأعياد والمناسبات السعيدة. وهي من العادات والتقاليد المتوارثة في العديد من البلدان العربية والإسلامية. وقد اختلف الفقهاء في حكم العيدية، فمنهم من أجازها واعتبرها من الصدقات المستحبة، ومنهم من كرهها واعتبرها من البدع المنهي عنها.

أولاً: تعريف العيدية:

العيدية هي هدية مالية أو عينية تُعطى للأطفال في الأعياد والمناسبات السعيدة. وهي عادة وتقليد متوارث في العديد من البلدان العربية والإسلامية. وتُعطى العيدية للأطفال بغرض إسعادهم وإدخال السرور عليهم في هذه المناسبات السعيدة.

ثانياً: حكم العيدية في الشريعة الإسلامية:

اختلف الفقهاء في حكم العيدية، فمنهم من أجازها واعتبرها من الصدقات المستحبة، ومنهم من كرهها واعتبرها من البدع المنهي عنها.

1. القول الأول: جواز العيدية:

يرى أصحاب هذا الرأي أن العيدية جائزة وفضل أن تكثر في الأعياد، لأنها تدخل السرور على الأطفال وتُسعدهم. وقد استدلوا على ذلك بما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدل على تشجيع إدخال السرور على الأطفال وإسعادهم، ومن ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أدخل سرورًا على مسلم أدخل الله عليه سرورًا في الدنيا والآخرة”.

2. القول الثاني: كراهية العيدية:

يرى أصحاب هذا الرأي أن العيدية مكروهة وبدعة من البدع المنهي عنها، لأنها تشبه الصدقة، والصدقة لا تُعطى إلا للفقراء والمحتاجين. وقد استدلوا على ذلك بما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدل على النهي عن إعطاء الهدايا للأغنياء، ومن ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تحفوا الهدية إلا على ذي قرابة أو صديق مسل”.

ثالثاً: ضوابط إعطاء العيدية:

إذا أردنا إعطاء العيدية للأطفال، فلا بد أن نلتزم ببعض الضوابط الشرعية، ومنها:

1. أن تكون العيدية من الأموال الحلال:

يجب أن تكون العيدية من الأموال الحلال التي اكتسبها صاحبها بطريقة مشروعة، ولا يجوز إعطاء العيدية من الأموال الحرام مثل أموال السرقة أو الربا.

2. أن تكون العيدية متناسبة مع قدرة صاحبها:

يجب أن تكون العيدية متناسبة مع قدرة صاحبها المالية، فلا يجوز إعطاء عيدية كبيرة إذا كان صاحبها لا يستطيع تحملها.

3. أن تكون العيدية خالية من مظاهر الإسراف والبذخ:

يجب أن تكون العيدية خالية من مظاهر الإسراف والبذخ، لأن الإسراف حرام في الشريعة الإسلامية.

رابعاً: حكم قبول العيدية:

يجوز قبول العيدية من الأهل والأقارب والأصدقاء، ويجوز قبولها من الجيران ومن أي شخص آخر. ولكن لا يجوز قبول العيدية من شخص مجهول أو من شخص لا تربطنا به أي صلة.

خامساً: حكم رد العيدية:

إذا أعطاك شخص عيدية وأنت لا ترغب في قبولها، فيجوز لك ردها إليه. ولكن يجب أن يكون الرد بأسلوب لائق ومهذب.

سادساً: حكم التصرف في العيدية:

يجوز للطفل التصرف في العيدية كيف يشاء، سواء أنفقها على نفسه أو ادخرها أو تصدق بها. ولكن من الأفضل أن يستشير والديه قبل التصرف في العيدية، حتى ينصحوه بما فيه الخير له.

سابعاً: حكم العيدية في حالة الوفاة:

إذا توفي شخص قبل أن يعطي العيدية لأولاده أو لأقاربه، فلا يجب على ورثته إعطاء العيدية. ولكن يجوز لهم إعطاء العيدية من مال المتوفى إذا أرادوا ذلك.

خاتمة:

العيدية عادة وتقليد متوارث في العديد من البلدان العربية والإسلامية. وقد اختلف الفقهاء في حكم العيدية، فمنهم من أجازها واعتبرها من الصدقات المستحبة، ومنهم من كرهها واعتبرها من البدع المنهي عنها. ولكن إذا أردنا إعطاء العيدية للأطفال، فلا بد أن نلتزم ببعض الضوابط الشرعية، مثل أن تكون العيدية من الأموال الحلال وأن تكون متناسبة مع قدرة صاحبها وأن تكون خالية من مظاهر الإسراف والبذخ.

أضف تعليق