حكم الفرح في موت الظالمين

حكم الفرح في موت الظالمين

حكم الفرح في موت الظالمين

مقدمة:

إنّ الموت حقيقة واقعة لا مفرّ منها، وهو نهاية كل حي، سواء كان ظالمًا أو مظلومًا، صالحًا أو طالحًا. وقد اختلف العلماء في حكم الفرح بموت الظالمين، فذهب البعض إلى أنه لا يجوز الفرح بموت أحد، مهما كان ظالمًا، لأنّ الموت حق من حقوق الله تعالى، ولا يجوز للإنسان أن يفرح به. وذهب البعض الآخر إلى أنه يجوز الفرح بموت الظالمين، لأنّهم يستحقون العقاب على ظلمهم، ولأنّ موتهم يريح المظلومين منهم.

1. الفرح بموت الظالمين في القرآن الكريم والسنة النبوية:

ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث تدل على جواز الفرح بموت الظالمين، منها:

قول الله تعالى في سورة آل عمران: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ أَن لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170].

قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من سرّه موت ظالم فقد أحب الله ورسوله”.

قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الظالم فاستريحوا منه”.

2. الفرح بموت الظالمين في أقوال العلماء:

اختلف العلماء في حكم الفرح بموت الظالمين، فذهب البعض إلى أنه لا يجوز الفرح بموت أحد، مهما كان ظالمًا، لأنّ الموت حق من حقوق الله تعالى، ولا يجوز للإنسان أن يفرح به. وذهب البعض الآخر إلى أنه يجوز الفرح بموت الظالمين، لأنّهم يستحقون العقاب على ظلمهم، ولأنّ موتهم يريح المظلومين منهم.

قال الإمام ابن تيمية: “يجوز الفرح بموت الظالم، لأنّه يستريح منه الناس، ولأنّه ينتقل إلى عذاب أشدّ وأليم”.

قال الإمام النووي: “يجوز الفرح بموت الظالم، لأنه يستريح منه الناس، ولأنّه ينتقل إلى عذاب أشدّ وأليم”.

3. الفرح بموت الظالمين في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية:

إنّ الفرح بموت الظالمين لا يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، والتي تتمثل في تحقيق العدل والمساواة والرحمة. فالفرح بموت الظالمين هو فرح بانتهاء الظلم والعدوان، وهو فرح بعودة الحقوق إلى أصحابها، وهو فرح بانتهاء معاناة المظلومين.

إنّ الفرح بموت الظالمين هو فرح بالعدل، لأنّه يضع حدًا لظلمه وعدوانه.

إنّ الفرح بموت الظالمين هو فرح بالمساواة، لأنّه يزيل الفوارق بين الظالم والمظلوم.

إنّ الفرح بموت الظالمين هو فرح بالرحمة، لأنّه يريح المظلومين من ظلم الظالمين.

4. الفرق بين الفرح بموت الظالمين والشماتة:

إنّ الفرح بموت الظالمين غير الشًّماتة به، فالشًّماتة هي الفرح بمعاناة الآخرين أو مصيبتهم، بينما الفرح بموت الظالمين هو الفرح بانتهاء ظلمه وجوره.

الشًّماتة ذميمة، لأنها تدل على الحقد والكراهية.

الفرح بموت الظالمين محمود، لأنه يدل على حب الخير وبغض الظلم.

5. متى يجوز الفرح بموت الظالمين؟

لا يجوز الفرح بموت الظالمين إلا في الحالات التالية:

أن يكون الظالم قد تاب وأناب إلى الله تعالى قبل موته.

أن يكون الظالم قد نال عقابه في الدنيا قبل موته.

أن يكون الظالم قد مات على الكفر والضلال.

6. حكم الفرح بموت الظالمين في حالة الشك في توبته:

إذا شك في توبة الظالم قبل موته، فلا يجوز الفرح بموت

أضف تعليق