حكم القيئ في الصيام

حكم القيئ في الصيام

حكم القيء في الصيام

مقدمة

الصيام عبادة عظيمة فرضها الله عز وجل على عباده المسلمين، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تحث على صيام شهر رمضان المبارك، وتبين فضله وأجره العظيم، ومن أهم هذه النصوص قوله تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جُنَّة من النار”.

ولم يقتصر الصيام على شهر رمضان المبارك فقط، بل هناك أنواع أخرى من الصيام المشروعة، مثل صيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء، وصيام الست من شوال، وصيام النذر والكفارات.

أنواع القيء

ينقسم القيء في أثناء الصيام إلى نوعين:

1. القيء العمدي: وهو ما يُحدثه الصائم عمدًا، مثل التقيؤ للتخلص من طعم الطعام أو الشراب، أو التقيؤ بسبب المرض.

2. القيء غير العمدي: وهو ما يحدث للصائم دون قصد، مثل التقيؤ بسبب السعال أو العطس أو الغثيان.

حكم القيء العمدي في الصيام

اتفق الفقهاء على أن القيء العمدي في أثناء الصيام يُفطره، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقض”.

ويُقصد بالاستقاء في الحديث هو إخراج القيء عمدًا، سواء كان ذلك بإدخال الأصبع في الحلق أو شرب الماء بكثرة بقصد التقيؤ.

حكم القيء غير العمدي في الصيام

اختلف الفقهاء في حكم القيء غير العمدي في أثناء الصيام، فذهب بعضهم إلى أنه لا يُفطر الصائم، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء”.

وذهب بعض الفقهاء الآخرين إلى أن القيء غير العمدي يُفطر الصائم، واستدلوا على ذلك بأن القيء هو خروج الطعام أو الشراب من المعدة إلى الفم، وهذا يُعتبر إبطالاً للصيام.

والراجح عند جمهور الفقهاء هو أن القيء غير العمدي لا يُفطر الصائم، وذلك لأن الصائم لم يكن له قصد في إخراج الطعام أو الشراب من معدته، ولأن القيء في هذه الحالة يكون خارجًا عن إرادته.

أحكام القيء في الصيام

هناك بعض الأحكام المتعلقة بالقيء في الصيام، منها:

1. لا يُفطر الصائم إذا تقيأ قليلاً من الطعام أو الشراب الذي بقي في فمه، ولكن يجب عليه أن يشطف فمه جيدًا بعد ذلك.

2. إذا تقيأ الصائم الكثير من الطعام أو الشراب الذي كان في معدته، فإن صومه يبطل وعليه أن يقضي هذا اليوم.

3. إذا تقيأ الصائم عمدًا، فإن صومه يبطل وعليه أن يقضي هذا اليوم، كما يجب عليه أن يكفر عن صومه بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره.

القيء بسبب المرض

إذا تقيأ الصائم بسبب المرض، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن المرض عذر شرعي يُبيح للصائم الإفطار، ولكن يجب عليه أن يقضي هذا اليوم بعد شفائه من المرض.

ولكن إذا كان المرض الذي يُصيب الصائم يُسبب له القيء المتكرر، فإن الصيام يُصبح حرجًا عليه، وعليه أن يُفطر في هذه الحالة، ولا يُلزمه بقضاء هذه الأيام بعد شفائه من المرض.

القيء بسبب السفر

إذا تقيأ الصائم بسبب السفر، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن السفر عذر شرعي يُبيح للصائم الإفطار، ولكن يجب عليه أن يقضي هذا اليوم بعد عودته من السفر.

ولكن إذا كان السفر الذي يُقوم به الصائم يُسبب له القيء المتكرر، فإن الصيام يُصبح حرجًا عليه، وعليه أن يُفطر في هذه الحالة، ولا يُلزمه بقضاء هذه الأيام بعد عودته من السفر.

القيء بسبب الحمل والإرضاع

إذا تقيأت الحامل أو المرضع بسبب الحمل أو الإرضاع، فإن صومهما لا يبطل، وذلك لأن الحمل والإرضاع عذران شرعيان يُبيحان للصائم الإفطار، ولكن يجب عليهما أن تقضيا هذه الأيام بعد انتهاء الحمل أو الإرضاع.

ولكن إذا كان القيء بسبب الحمل أو الإرضاع يُسبب لهما الإرهاق الشديد، فإن الصيام يُصبح حرجًا عليهما، وعليهما أن تُفطرا في هذه الحالة، ولا يُلزمهما بقضاء هذه الأيام بعد انتهاء الحمل أو الإرضاع.

القيء بسبب تناول الدواء

إذا تقيأ الصائم بسبب تناول الدواء، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن تناول الدواء عذر شرعي يُبيح للصائم الإفطار، ولكن يجب عليه أن يقضي هذا اليوم بعد انتهاء فترة العلاج.

ولكن إذا كان القيء بسبب تناول الدواء يُسبب له الإرهاق الشديد، فإن الصيام يُصبح حرجًا عليه، وعليه أن يُفطر في هذه الحالة، ولا يُلزمه بقضاء هذه الأيام بعد انتهاء فترة العلاج.

القيء بسبب التدخين

إذا تقيأ الصائم بسبب التدخين، فإن صومه يبطل، وذلك لأن التدخين يُعتبر محرمًا في الإسلام، ومن يُدخن أثناء الصيام يكون قد أبطله عمدًا، وعليه أن يقضي هذا اليوم، كما يجب عليه أن يُكفر عن صومه بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره.

القيء بسبب شرب الخمر

إذا تقيأ الصائم بسبب شرب الخمر، فإن صومه يبطل، وذلك لأن شرب الخمر يُعتبر محرمًا في الإسلام، ومن يشرب الخمر أثناء الصيام يكون قد أبطله عمدًا، وعليه أن يقضي هذا اليوم، كما يجب عليه أن يُكفر عن صومه بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره.

القيء بسبب تعمد إدخال شيء إلى المعدة

إذا تعمد الصائم إدخال شيء إلى معدته، مثل الطعام أو الشراب أو الدواء، فإن صومه يبطل، وذلك لأن إدخال شيء إلى المعدة يُعتبر إبطالاً للصيام، وعليه أن يقضي هذا اليوم.

ولكن إذا تعمد الصائم إدخال شيء إلى معدته، ولكنه لم يُقصده، مثل دخول الماء إلى معدته أثناء الوضوء أو السواك، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن إدخال الشيء إلى المعدة في هذه الحالة يكون خارجًا عن إرادته.

القيء بسبب ابتلاع الريق

إذا ابتلع الصائم ريقه، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن ابتلاع الريق لا يُعتبر إدخالاً لشيء إلى المعدة، لأن الريق يكون موجودًا في الفم بشكل طبيعي.

ولكن إذا ابتلع الصائم ريقه كثيرًا، حتى شعر بالشبع أو الامتلاء، فإن صومه يبطل، وذلك لأن ابتلاع الريق في هذه الحالة يُعتبر إشباعًا للبطن، وهذا يُبطل الصيام.

القيء بسبب استنشاق الغبار أو الدخان

إذا استنشق الصائم الغبار أو الدخان، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن استنشاق الغبار أو الدخان لا يُعتبر إدخالاً لشيء إلى المعدة.

ولكن إذا استنشق الصائم الغبار أو الدخان كثيرًا، حتى شعر بالغثيان أو القيء، فإن صومه يبطل، وذلك لأن استنشاق الغبار أو الدخان في هذه الحالة يُعتبر إثارة للغثيان أو القيء، وهذا يُبطل الصيام.

القيء بسبب القبلة

إذا قبل الصائم زوجته أو خطيبته، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن القبلة لا تُعتبر إدخالاً لشيء إلى المعدة.

ولكن إذا قبل الصائم زوجته أو خطيبته كثيرًا، حتى شعر بالإثارة الجنسية، فإن صومه يبطل، وذلك لأن القبلة في هذه الحالة تُعتبر إثارة للشهوة، وهذا يُبطل الصيام.

القيء بسبب الجماع

إذا جامع الصائم زوجته، فإن صومه يبطل، وذلك لأن الجماع يُعتبر إدخالاً لشيء إلى المعدة، وهو ماء الرجل.

ولكن إذا جامع الصائم زوجته جماعًا مُقطَّعًا، أي أنه لم يُدخل ذكره في فرجها إلا قليلاً، فإن صومه لا يبطل، وذلك لأن الجماع المقطَّع لا يُعتبر إدخالاً لشيء إلى المعدة.

القيء بسبب الحيض أو النفاس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *