حكم اللقاح في رمضان

حكم اللقاح في رمضان

مقدمة:

رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتأمل الروحي للمسلمين في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن جائحة كوفيد-19 قد أثارت تساؤلات حول حكم أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان. في هذا المقال، سنتناول حكم أخذ اللقاحات في رمضان وآراء العلماء والفقهاء حوله.

١- الرأي القائل بجواز أخذ اللقاح في رمضان:

يرى بعض الفقهاء والعلماء أنه لا حرج في أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان، طالما أن ذلك لا يؤثر على صحة الصائم أو يؤدي إلى الإفطار.

ويستند هذا الرأي إلى أن اللقاحات لا تعتبر من المفطرات، لأنها لا تُعد طعامًا أو شرابًا أو أي شيء آخر من شأنه أن يُبطل الصيام.

كما يرى هؤلاء الفقهاء والعلماء أن أخذ اللقاحات يُعد مصلحة راجحة، خاصة في ظل انتشار جائحة كوفيد-19، وأن الضرر المحتمل من عدم أخذ اللقاح يفوق بكثير الضرر المحتمل من أخذه خلال شهر رمضان.

٢- الرأي القائل بكراهية أخذ اللقاح في رمضان:

يرى بعض الفقهاء والعلماء أنه يُكره أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان، على الرغم من جوازها.

ويستند هذا الرأي إلى أن أخذ اللقاحات قد يؤدي إلى الإحساس بألم أو إزعاج، مما قد يؤثر على صحة الصائم وتركيزه أثناء العبادة.

كما يرى هؤلاء الفقهاء والعلماء أن شهر رمضان هو شهر عبادة وتأمل روحي، وأنه من الأفضل تجنب أخذ اللقاحات خلال هذه الفترة، حتى لا يتم تشتيت الانتباه عن العبادة والتفكير في الآخرة.

٣- الرأي القائل بحرمة أخذ اللقاح في رمضان:

يرى بعض الفقهاء والعلماء أنه يُحرم أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان، وذلك لأنها تعتبر من المفطرات.

ويستند هذا الرأي إلى أن اللقاحات تُدخل الجسم مواد خارجية، مما قد يؤدي إلى الإفطار.

كما يرى هؤلاء الفقهاء والعلماء أن أخذ اللقاحات يُعتبر إخلالًا بالصيام، لأن الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وغيرهما من المفطرات.

٤- حكم أخذ اللقاح في رمضان بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة:

يرى معظم الفقهاء والعلماء أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري أو القلب أو الرئة، يُمكنهم أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان إذا كان ذلك ضروريًا لحمايتهم من الإصابة بفيروس كوفيد-19.

ويستند هذا الرأي إلى أن أخذ اللقاحات يُعد مصلحة راجحة بالنسبة لهم، وأن الضرر المحتمل من عدم أخذ اللقاح يفوق بكثير الضرر المحتمل من أخذه خلال شهر رمضان.

كما يجب على هؤلاء الأشخاص استشارة أطبائهم قبل أخذ اللقاحات للتأكد من أنهم قادرون على ذلك وأن اللقاحات لن تؤثر على صحتهم سلبًا.

٥- حكم أخذ اللقاح في رمضان بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية:

يرى معظم الفقهاء والعلماء أن الأشخاص الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية، مثل الأطباء والممرضين والصيادلة، يُمكنهم أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان إذا كان ذلك ضروريًا لحماية أنفسهم ومرضاهم من الإصابة بفيروس كوفيد-19.

ويستند هذا الرأي إلى أن أخذ اللقاحات يُعد مصلحة راجحة بالنسبة لهم، وأن الضرر المحتمل من عدم أخذ اللقاح يفوق بكثير الضرر المحتمل من أخذه خلال شهر رمضان.

كما يجب على هؤلاء الأشخاص استشارة أطبائهم قبل أخذ اللقاحات للتأكد من أنهم قادرون على ذلك وأن اللقاحات لن تؤثر على صحتهم سلبًا.

٦- حكم أخذ اللقاح في رمضان بالنسبة للأشخاص الذين يسافرون:

يرى معظم الفقهاء والعلماء أن الأشخاص الذين يسافرون خلال شهر رمضان يُمكنهم أخذ اللقاحات قبل السفر أو أثناءه إذا كان ذلك ضروريًا لحمايتهم من الإصابة بفيروس كوفيد-19.

ويستند هذا الرأي إلى أن أخذ اللقاحات يُعد مصلحة راجحة بالنسبة لهم، وأن الضرر المحتمل من عدم أخذ اللقاح يفوق بكثير الضرر المحتمل من أخذه خلال شهر رمضان.

كما يجب على هؤلاء الأشخاص استشارة أطبائهم قبل أخذ اللقاحات للتأكد من أنهم قادرون على ذلك وأن اللقاحات لن تؤثر على صحتهم سلبًا.

٧- حكم أخذ اللقاح في رمضان بالنسبة للأطفال:

يرى معظم الفقهاء والعلماء أن الأطفال الذين يبلغون من العمر ١٦ عامًا أو أكثر يُمكنهم أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان إذا كان ذلك ضروريًا لحمايتهم من الإصابة بفيروس كوفيد-19.

ويستند هذا الرأي إلى أن أخذ اللقاحات يُعد مصلحة راجحة بالنسبة لهم، وأن الضرر المحتمل من عدم أخذ اللقاح يفوق بكثير الضرر المحتمل من أخذه خلال شهر رمضان.

كما يجب على هؤلاء الأطفال استشارة أطبائهم قبل أخذ اللقاحات للتأكد من أنهم قادرون على ذلك وأن اللقاحات لن تؤثر على صحتهم سلبًا.

الخلاصة:

في ضوء ما سبق، فقد اتفق معظم الفقهاء والعلماء على أن أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان لا يُبطل الصيام، ولكنه مكروه للصحيح الذي لا عذر له. كما اتفقوا على أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يعملون في مجال الرعاية الصحية أو يسافرون أو الأطفال الذين يبلغون من العمر ١٦ عامًا أو أكثر يُمكنهم أخذ اللقاحات خلال شهر رمضان إذا كان ذلك ضروريًا لحمايتهم من الإصابة بفيروس كوفيد-19.