حكم المرتد عن الإسلام في القرآن

حكم المرتد عن الإسلام في القرآن

المدخل:

المرتد عن الإسلام هو الشخص الذي ترك الدين الإسلامي بعد أن كان مسلماً. ويعتبر الردة عن الإسلام من أكبر الكبائر في الشريعة الإسلامية، وقد وردت أحكام المرتد في القرآن الكريم والسنة النبوية.

أولاً: تعريف الردة:

الردة عن الإسلام هي رفض العقيدة الإسلامية أو الخروج عنها بعد الدخول فيها. وقد فسر العلماء الردة بأنها جحود ما علم من الدين ضرورة، أو إنكار ما علم من الدين ضرورة، أو الاستهزاء بما علم من الدين ضرورة، أو سب النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أو سب أحد من الأنبياء والرسل.

ثانيًا: حكم المرتد في القرآن الكريم:

وردت أحكام المرتد في القرآن الكريم في عدة آيات، منها:

1. قوله تعالى: “وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة: 217).

2. قوله تعالى: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ” (هود: 113).

3. قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ” (آل عمران: 90).

ثالثًا: حكم المرتد في السنة النبوية:

وردت أحكام المرتد في السنة النبوية في أحاديث كثيرة، منها:

1. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من بدل دينه فاقتلوه” (رواه البخاري ومسلم).

2. عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة” (رواه البخاري ومسلم).

3. عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من غير دينه فاقتلوه” (رواه أحمد والترمذي).

رابعًا: عقوبة المرتد في الشريعة الإسلامية:

عقوبة المرتد في الشريعة الإسلامية هي القتل، وقد أجمع العلماء على هذه العقوبة. وقد استدل العلماء على ذلك بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.

خامسًا: شروط قبول التوبة من المرتد:

يشترط لقبول التوبة من المرتد أن يكون التائب عن ردته مخلصًا في توبته، وأن يعلن توبته أمام الملأ، وأن يفيء إلى الإسلام بكل ما عليه من حقوق لله وللعباد.

سادسًا: حكم المرتد المسجون:

إذا ارتد المسلم وهو في السجن، فإن عقوبته لا تسقط عنه، بل يؤجل تنفيذها إلى ما بعد خروجه من السجن.

سابعًا: حكم المرتد الذي يتوب ثم يرتد مرة أخرى:

إذا تاب المرتد ثم ارتد مرة أخرى، فإن عقوبته تكون القتل، ولا تقبل توبته مرة أخرى.

الخاتمة:

الردة عن الإسلام من أكبر الكبائر في الشريعة الإسلامية، وعقوبتها هي القتل. ويجب على المسلم أن يتمسك بدينه، وأن يحذو حذو الصحابة والتابعين الذين ثبتوا على دينهم رغم كل التحديات والفتن.

أضف تعليق