حكم المرتد في الاسلام

حكم المرتد في الاسلام

حكم المرتد في الإسلام

مقدمة:

الارتداد في الإسلام هو خروج المسلم عن دينه، سواء بالقول أو بالفعل أو الاعتقاد، وقد اختلف العلماء في حكم المرتد اختلافًا كبيرًا، وتعددت الآراء بين القتل والتوبة والاستتابة، وفي هذا المقال سنتناول حكم المرتد في الإسلام بالتفصيل.

1. تعريف الارتداد:

الارتداد في اللغة هو الرجوع، وفي الاصطلاح الشرعي هو خروج المسلم عن دينه، وذلك بالقول أو بالفعل أو الاعتقاد، وقد حدد الفقهاء أنواع الارتداد الثلاثة على النحو التالي:

– الارتداد القولي: وهو أن ينطق المسلم بكلمة الكفر أو الشرك، أو أن ينكر شيئًا من ضروريات الدين، أو أن يسب نبيًا أو رسولًا من أنبياء الله ورسله.

– الارتداد الفعلي: وهو أن يفعل المسلم شيئًا من أفعال الكفر أو الشرك، مثل أن يسجد لغير الله، أو أن يذبح ذبيحة لغير الله، أو أن يتزوج بغير مسلمة.

– الارتداد الاعتقادي: وهو أن يعتقد المسلم اعتقادًا مناقضًا للإسلام، مثل أن يعتقد أن الله ليس واحدًا، أو أن الأنبياء ليسوا معصومين، أو أن القرآن الكريم ليس كلام الله.

2. حكم المرتد عند جمهور الفقهاء:

اتفق جمهور الفقهاء على أن حكم المرتد هو القتل، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، منها:

– قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217].

– قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].

– قوله صلى الله عليه وسلم: “من بدل دينه فاقتلوه” [رواه البخاري ومسلم].

3. حكم المرتد عند بعض الفقهاء:

ذهب بعض الفقهاء إلى أن حكم المرتد هو التوبة والاستتابة، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، منها:

– قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} [النساء: 137].

– قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: 21].

– قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير حق” [رواه البخاري ومسلم].

4. شروط قبول توبة المرتد:

إذا تاب المرتد وأعلن إسلامه مرة أخرى، فإن توبته تقبل بشرط أن تتوفر فيها الشروط التالية:

– أن تكون التوبة صادقة وناشئة عن يقين وإخلاص.

– أن يعلن المرتد إسلامه أمام الشهود.

– أن يتبرأ من كل ما قاله أو فعله أو اعتقده من أقوال أو أفعال أو اعتقادات كفرية.

5. أحكام المرتد بعد توبته:

إذا تاب المرتد وقُبلت توبته، فإنه يعود إلى سابق عهده ويكون له جميع حقوق المسلمين وعليهم جميع واجبات المسلمين، ولا يجوز لأحد أن يعيره أو يذكره بما فعله في الماضي.

6. حكم المرتد الحربي:

أما المرتد الحربي، وهو المسلم الذي يقاتل ضد المسلمين، فإن حكمه القتل بالإجماع، وذلك لأنه يعتبر خائنًا لبلاده ودينه، ولأنه يقاتل ضد المسلمين الذين هم إخوانه في الدين.

7. الخاتمة:

وفي الختام، فإن حكم المرتد في الإسلام هو القتل عند جمهور الفقهاء، والتوبة والاستتابة عند بعض الفقهاء، وقد أوضحنا في هذا المقال شروط قبول توبة المرتد وأحكامه بعد توبته، كما أوضحنا حكم المرتد الحربي، ونسأل الله تعالى أن يهدينا جميعًا إلى سواء السبيل.

أضف تعليق