المقدمة:
ظاهرة المصافحة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا العربي الإسلامي لها جذور تاريخية وثقافية ودينية، وقد أثير حولها كثيرٌ من الجدل والاختلاف في الآراء والحكم عليها. والسبب في هذا الاختلاف يعود إلى أن المصافحة هي نوع من أشكال التعبير الجسدي عن التواصل والاحترام والمودة بين الأفراد، إلا أنها قد تكون أيضًا موضع جدل عندما يتعلق الأمر بعلاقة الرجل والمرأة. ولذلك، فإننا في هذا المقال سوف نستعرض الأدلة الشرعية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بحكم المصافحة بين الرجل والمرأة، مع عرض وجهات النظر المختلفة حول هذا الأمر.
الحكم الشرعي لمصافحة الرجل والمرأة:
1. حكم المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية:
– نصت الشريعة الإسلامية على تحريم المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية، استنادًا إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم المصافحة بين الرجل والمرأة التي لا تحل له، مثل حديث “لا يحل للرجل أن يصافح المرأة التي لا تحل له”.
– يرى جمهور الفقهاء أن المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية تعتبر شكلاً من أشكال التلامس المحرم شرعًا، والذي يمكن أن يؤدي إلى الفتنة والفساد في المجتمع.
– هناك بعض الآراء التي ترى أن المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية جائزة في بعض الحالات، مثل المصافحة عند عقد القران أو عند توديع المحارم أو عند تهنئة أو تعزية، ولكن بشرط ألا تكون هناك أي شهوة أو رغبة محرمة بينهما.
2. حكم المصافحة بين الرجل والمرأة المحرم:
– أجازت الشريعة الإسلامية المصافحة بين الرجل والمرأة المحرم، سواء كان ذلك بين الأزواج أو الأقارب من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، وذلك لأن المصافحة بينهما لا تعتبر شكلاً من أشكال التلامس المحرم.
– يستدل الفقهاء على جواز المصافحة بين الرجل والمرأة المحرم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “ليس على المحارم جناح أن يتصافحوا”.
– يجب ألا تكون المصافحة بين الرجل والمرأة المحرم مصحوبة بأي شهوة أو رغبة محرمة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام.
الحكم الاجتماعي والثقافي لمصافحة الرجل والمرأة:
1. المصافحة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية:
– تختلف العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالمصافحة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية، ففي بعض المجتمعات تعتبر المصافحة بينهما أمرًا طبيعيًا ومقبولًا، بينما في مجتمعات أخرى تعتبر أمرًا غير مقبول.
– قد يختلف حكم المصافحة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية حسب العمر والحالة الاجتماعية، ففي بعض المجتمعات قد يكون من المقبول للرجل المصافحة مع امرأة متزوجة أو امرأة مسنة، بينما يكون من غير المقبول المصافحة مع امرأة شابة غير متزوجة.
2. المصافحة بين الرجل والمرأة في المجتمعات الغربية:
– في المجتمعات الغربية، تعتبر المصافحة بين الرجل والمرأة أمرًا طبيعيًا ومقبولًا، بغض النظر عن العمر أو الحالة الاجتماعية.
– قد تكون هناك بعض الاختلافات في طريقة المصافحة بين الرجل والمرأة في المجتمعات الغربية، ففي بعض الثقافات قد يميل الرجال إلى المصافحة بقوة أكبر، بينما تميل النساء إلى المصافحة برفق.
خاتمة:
في ختام هذا المقال، نستنتج أن حكم المصافحة بين الرجل والمرأة يختلف حسب السياق الاجتماعي والثقافي والديني. ففي الشريعة الإسلامية، يعتبر مصافحة الرجل والمرأة الأجنبية محرمًا شرعًا، بينما يجوز مصافحة الرجل والمرأة المحرم. أما في المجتمعات العربية، فقد تختلف العادات والتقاليد المتعلقة بالمصافحة بين الرجل والمرأة حسب العمر والحالة الاجتماعية. وفي المجتمعات الغربية، تعتبر المصافحة بين الرجل والمرأة أمرًا طبيعيًا ومقبولًا، بغض النظر عن العمر أو الحالة الاجتماعية.