حكم المغرب الجزائر

حكم المغرب الجزائر

المقدمة

علاقة المغرب والجزائر علاقة معقدة و متوترة منذ القرون الماضية، و قد شهدت هذه العلاقة تقلبات عديدة، من الصراع المسلح إلى التعاون الإستراتيجي، وتعود جذور التوترات بين البلدين إلى فترة الاستعمار الفرنسي، عندما كانت الجزائر والمغرب تحت حكم واحد، وبعد استقلال البلدين في عام 1956 و 1962 على التوالي، استمرت التوترات بينهما بسبب الخلافات حول الحدود والموارد الطبيعية، و في السنوات الأخيرة، اتخذت هذه التوترات منحى أكثر حدة، حيث وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2021.

الاستعمار الفرنسي وتقسيم المغرب العربي

خلال فترة الاستعمار الفرنسي، كانت الجزائر والمغرب تحت حكم واحد، وكانت فرنسا هي التي ترسم الحدود بين البلدين، وبعد استقلال البلدين في عام 1956 و 1962 على التوالي، استمرت التوترات بينهما بسبب الخلافات حول الحدود والموارد الطبيعية، و في الواقع، كانت هناك حرب حدودية بين البلدين في عام 1963، أسفرت عن مقتل الآلاف من الأشخاص، و بعد ذلك، توصل البلدان إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار، لكن التوترات بينهما لم تهدأ تمامًا.

الخلافات حول الحدود والموارد الطبيعية

كانت الخلافات حول الحدود والموارد الطبيعية أحد أهم أسباب التوتر بين المغرب والجزائر، حيث يدعي المغرب أن له الحق في بعض الأراضي الواقعة على الحدود مع الجزائر، كما يدعي أن له الحق في استغلال بعض الموارد الطبيعية الموجودة في هذه المناطق، من ناحية أخرى، تدعي الجزائر أن هذه الأراضي والموارد الطبيعية هي ملك لها، وقد أدت هذه الخلافات إلى العديد من النزاعات بين البلدين، بما في ذلك حرب الحدود عام 1963.

التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين

كان التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين أحد أسباب التوتر بين المغرب والجزائر أيضًا، حيث تدعي الجزائر أن المغرب يتدخل في شؤونها الداخلية من خلال دعم جماعات المعارضة في الجزائر، من ناحية أخرى، تدعي المغرب أن الجزائر تتدخل في شؤونها الداخلية من خلال دعم جماعات الإرهاب في المغرب، وقد أدى هذا التدخل إلى تفاقم التوترات بين البلدين وجعلهما أكثر عدائية تجاه بعضهما البعض.

القضية الصحراوية

القضية الصحراوية هي أحد أهم أسباب التوتر بين المغرب والجزائر أيضًا، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو، وهي جماعة انفصالية تطالب باستقلال الصحراء الغربية، من ناحية أخرى، يدعي المغرب بأن الصحراء الغربية هي جزء من أراضيه، وقد أدى هذا الخلاف إلى العديد من النزاعات بين البلدين، بما في ذلك حرب الصحراء الغربية بين عامي 1975 و 1991.

قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر

في عام 2021، قطعت المغرب والجزائر علاقاتهما الدبلوماسية، وكان هذا القرار بسبب الخلافات المتعددة بين البلدين، بما في ذلك الخلافات حول الحدود والموارد الطبيعية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدين والقضية الصحراوية، وقد أدى هذا القرار إلى تفاقم التوترات بين البلدين وجعلهما أكثر عدائية تجاه بعضهما البعض.

محاولات الوساطة لرأب الصدع بين البلدين

كانت هناك العديد من محاولات الوساطة لرأب الصدع بين المغرب والجزائر، وكان من بين هذه المحاولات وساطة المملكة العربية السعودية ومصر وروسيا، لكن هذه المحاولات لم تنجح في حل الخلافات بين البلدين، ولا تزال التوترات بينهما مستمرة حتى يومنا هذا.

الخاتمة

علاقة المغرب والجزائر علاقة معقدة ومتوترة منذ القرون الماضية، وقد شهدت هذه العلاقة تقلبات عديدة، من الصراع المسلح إلى التعاون الإستراتيجي، و في السنوات الأخيرة، اتخذت هذه التوترات منحى أكثر حدة، حيث وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2021، ولا تزال هناك العديد من الخلافات بين البلدين، بما في ذلك الخلافات حول الحدود والموارد الطبيعية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدين والقضية الصحراوية، وقد أدت هذه الخلافات إلى تفاقم التوترات بين البلدين وجعلهما أكثر عدائية تجاه بعضهما البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *