حكم بلع المخاط للصائم

حكم بلع المخاط للصائم

المقدمة:

الصيام عبادة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. والبلع هو إدخال الطعام أو الشراب إلى المعدة من خلال الفم، سواء كان بقصد أو بدون قصد. فهل يعد بلع المخاط مفطرًا للصائم؟ هذا ما سيتم مناقشته في هذا المقال.

أولاً: تعريف المخاط:

المخاط مادة لزجة تفرزها الغدد المخاطية الموجودة في الجهاز التنفسي والهضمي والجهاز البولي والتناسلي. ويتكون المخاط بشكل أساسي من الماء والملح والبروتينات والمواد السكرية. ويقوم المخاط بوظيفة مهمة في حماية الجسم من الجفاف ومن دخول الجراثيم والفيروسات إلى الجسم.

ثانياً: حكم بلع المخاط للصائم:

اختلف الفقهاء في حكم بلع المخاط للصائم على قولين:

القول الأول: بلع المخاط مفطر للصائم، واستدل أصحاب هذا القول بأن المخاط مادة تخرج من الجسم ثم تعود إليه، وهذا يعتبر نقضاً للصيام.

القول الثاني: بلع المخاط غير مفطر للصائم، واستدل أصحاب هذا القول بأن المخاط مادة تفرزها الغدد المخاطية الموجودة في الجسم، ولا يعد بلعها نقضاً للصيام.

ثالثاً: الراجح في حكم بلع المخاط للصائم:

الراجح في حكم بلع المخاط للصائم هو القول الثاني، أي أن بلع المخاط غير مفطر للصائم. وذلك لأن المخاط مادة تفرزها الغدد المخاطية الموجودة في الجسم، ولا يعد بلعها نقضاً للصيام.

رابعاً: أنواع المخاط:

ينقسم المخاط إلى نوعين:

1. المخاط الطبيعي: وهو المخاط الشفاف الذي يخرج من الأنف أو الفم أو الحلق، وهو لا يبطل الصيام.

2. المخاط المرضي: وهو المخاط الذي يخرج من الأنف أو الفم أو الحلق بسبب المرض، وهو قد يبطل الصيام إذا كان بكمية كبيرة.

خامساً: حكم بلع المخاط المرضي للصائم:

اختلف الفقهاء في حكم بلع المخاط المرضي للصائم على قولين:

القول الأول: بلع المخاط المرضي مفطر للصائم، واستدل أصحاب هذا القول بأن المخاط المرضي مادة تخرج من الجسم ثم تعود إليه، وهذا يعتبر نقضاً للصيام.

القول الثاني: بلع المخاط المرضي غير مفطر للصائم، واستدل أصحاب هذا القول بأن المخاط المرضي مادة تفرزها الغدد المخاطية الموجودة في الجسم، ولا يعد بلعها نقضاً للصيام.

سادساً: الراجح في حكم بلع المخاط المرضي للصائم:

الراجح في حكم بلع المخاط المرضي للصائم هو القول الثاني، أي أن بلع المخاط المرضي غير مفطر للصائم. وذلك لأن المخاط المرضي مادة تفرزها الغدد المخاطية الموجودة في الجسم، ولا يعد بلعها نقضاً للصيام.

سابعاً: حكم استنشاق بخاخات الأنف للصائم:

اختلف الفقهاء في حكم استنشاق بخاخات الأنف للصائم على قولين:

القول الأول: استنشاق بخاخات الأنف مفطر للصائم، واستدل أصحاب هذا القول بأن بخاخات الأنف تحتوي على مواد تدخل إلى المعدة، وهذا يعتبر نقضاً للصيام.

القول الثاني: استنشاق بخاخات الأنف غير مفطر للصائم، واستدل أصحاب هذا القول بأن بخاخات الأنف لا تحتوي على مواد تدخل إلى المعدة، وإنما تدخل إلى الرئتين فقط.

الراجح في حكم استنشاق بخاخات الأنف للصائم:

الراجح في حكم استنشاق بخاخات الأنف للصائم هو القول الثاني، أي أن استنشاق بخاخات الأنف غير مفطر للصائم. وذلك لأن بخاخات الأنف لا تحتوي على مواد تدخل إلى المعدة، وإنما تدخل إلى الرئتين فقط.

الخاتمة:

وبناء على ما سبق، فإن الراجح في حكم بلع المخاط للصائم هو القول الثاني، أي أن بلع المخاط غير مفطر للصائم. وذلك لأن المخاط مادة تفرزها الغدد المخاطية الموجودة في الجسم، ولا يعد بلعها نقضاً للصيام.

أضف تعليق