No images found for حكم بيع الدخان
المقدمة
الدخان من أكثر المنتجات الضارة بالصحة التي يتم تداولها على نطاق واسع، فهو يحتوي على مواد سامة تؤثر على صحة المدخنين والذين يتعرضون للتدخين السلبي، وقد حذر الكثير من الأطباء والمنظمات الصحية من أضراره وأوصوا بالإقلاع عنه، كما سنت الحكومة قوانين للحد من انتشار التدخين، ومن ذلك منع بيع السجائر للقصر ومنع التدخين في الأماكن العامة، ولكن ما حكم بيع الدخان في الإسلام؟ وهل يجوز للمسلم أن يبيع السجائر؟
أضرار التدخين على الصحة
أثبتت الدراسات العلمية أن التدخين يسبب العديد من الأمراض الخطيرة، ومن أبرزها:
أمراض القلب والشرايين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية، وذلك لأنه يسبب تضييق الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
أمراض الجهاز التنفسي: يسبب التدخين تهيج الرئتين والقصبات الهوائية، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والربو وانتفاخ الرئة.
السرطان: يعد التدخين أحد أهم أسباب الإصابة بالسرطان، فهو يسبب سرطان الرئة وسرطان الحلق والفم والمريء والمعدة والبنكرياس والمثانة والكلى.
أمراض أخرى: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، مثل السكري والتهاب المفاصل وتساقط الشعر وتجاعيد الجلد.
أضرار التدخين على المجتمع
لا يقتصر أضرار التدخين على صحة المدخنين فقط، بل يمتد إلى المجتمع بأكمله، ومن أبرز أضرار التدخين على المجتمع:
التلوث البيئي: ينتج عن التدخين انبعاث الدخان الضار بالبيئة، والذي يحتوي على مواد سامة مثل أول أكسيد الكربون والقطران والنيكوتين، مما يؤثر على صحة الإنسان والحيوان والنبات.
الحرائق: قد يتسبب التدخين في نشوب الحرائق، خاصة إذا تم إلقاء السجائر المشتعلة على المواد القابلة للاشتعال، مثل الأوراق والقمامة والأثاث.
الحوادث: يزيد التدخين من خطر الحوادث، وذلك لأنه يؤثر على التركيز والانتباه، كما أنه قد يؤدي إلى الإغماء والسكتة القلبية أثناء القيادة أو العمل.
تكاليف اقتصادية: يتكبد المجتمع تكاليف اقتصادية كبيرة بسبب التدخين، سواء من حيث تكاليف علاج الأمراض الناجمة عن التدخين أو من حيث تكاليف مكافحة التدخين.
حكم بيع الدخان في الإسلام
اختلف الفقهاء في حكم بيع الدخان في الإسلام، فذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقًا، بينما ذهب آخرون إلى إباحته، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل في الحكم بناءً على مدى الضرر الناتج عن التدخين.
الرأي الأول: تحريم بيع الدخان مطلقًا
استدل أصحاب هذا الرأي بأن التدخين من الأمور الضارة بالصحة، وأن بيعه يعد إعانةً على ارتكاب المحرمات، كما أن السجائر من السلع الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها، وبالتالي فإن بيعها محرم.
الرأي الثاني: إباحة بيع الدخان
استدل أصحاب هذا الرأي بأن التدخين ليس محرماً في ذاته، وأن بيع السجائر يعد تجارة مشروعة، كما أن السجائر من السلع التي لها سوق رائجة، وبالتالي فإن بيعها جائز.
الرأي الثالث: التفصيل في الحكم بناءً على مدى الضرر الناتج عن التدخين
ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن حكم بيع الدخان يتوقف على مدى الضرر الناتج عنه، فإذا كان الضرر الناجم عن التدخين كبيراً، فإن بيعه يكون محرماً، أما إذا كان الضرر الناجم عن التدخين ضئيلاً، فإن بيعه يكون جائزاً.
موقف الحكومات من بيع الدخان
تختلف مواقف الحكومات من بيع الدخان، فبعض الحكومات تحظر بيع السجائر تماماً، بينما تسمح حكومات أخرى ببيعها مع فرض ضرائب عالية عليها، وهناك حكومات تفرض قيوداً على بيع السجائر، مثل منع بيعها للقصر أو منع التدخين في الأماكن العامة.
جهود مكافحة التدخين
تبذل الحكومات والمنظمات الصحية جهوداً كبيرة لمكافحة التدخين، ومن أبرز هذه الجهود:
التوعية بأضرار التدخين: تقوم الحكومات والمنظمات الصحية بتوعية الناس بأضرار التدخين من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التعليمية والتثقيفية.
فرض ضرائب عالية على السجائر: تفرض بعض الحكومات ضرائب عالية على السجائر بهدف الحد من انتشار التدخين.
منع التدخين في الأماكن العامة: تمنع بعض الحكومات التدخين في الأماكن العامة، مثل المدارس والمستشفيات والمطاعم والمقاهي.
منع بيع السجائر للقصر: تمنع بعض الحكومات بيع السجائر للقصر بهدف الحد من انتشار التدخين بين الشباب.
الخاتمة
إن بيع الدخان من الأمور التي لها آثار سلبية كبيرة على الصحة والمجتمع، وقد اختلف الفقهاء في حكم بيع الدخان في الإسلام، فذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقًا، بينما ذهب آخرون إلى إباحته، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل في الحكم بناءً على مدى الضرر الناتج عن التدخين، وتبذل الحكومات والمنظمات الصحية جهوداً كبيرة لمكافحة التدخين، ومن أبرز هذه الجهود التوعية بأضرار التدخين وفرض ضرائب عالية على السجائر ومنع التدخين في الأماكن العامة ومنع بيع السجائر للقصر.