هل رائحة السجائر تفطر الصائم

هل رائحة السجائر تفطر الصائم

المقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يقوم بها المسلمون في شهر رمضان المبارك، حيث يمتنعون عن الأكل والشرب من الفجر إلى المغرب. كما يجب على الصائم أن يبتعد عن كل ما يبطل صيامه، بما في ذلك دخان السجائر. في هذا المقال، سوف نناقش بالتفصيل حكم شم رائحة السجائر بالنسبة للصائم، مع ذكر الأدلة الشرعية الداعمة لذلك.

1. حكم شم رائحة السجائر للصائم:

أولاً: مذهب الحنفية:

– يرى المذهب الحنفي أن مجرد شم رائحة السجائر لا يبطل الصيام.

– يستند هذا الرأي إلى أن رائحة السجائر لا تعد شيئًا مأكولًا أو مشروبًا، وبالتالي لا تندرج تحت مبطلات الصيام.

– كما أن رائحة السجائر لا تدخل إلى الجوف، وبالتالي لا يمكن اعتبارها مفطرة.

ثانيًا: مذهب المالكية:

– يرى المذهب المالكي أن شم رائحة السجائر يبطل الصيام.

– يستند هذا الرأي إلى أن رائحة السجائر تعتبر من قبيل الشهوات التي قد تؤدي إلى الإفطار، مثل شم رائحة الطعام أو الشراب.

– كما أن رائحة السجائر قد تؤدي إلى تهيج الحلق والحنجرة، مما قد يؤدي إلى دخول شيء من الدخان إلى الجوف، وبالتالي إبطال الصيام.

2. أدلة مذهب الحنفية:

أولاً: حديث ابن عباس رضي الله عنه:

– عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس الصيام عن الطعام والشراب، وإنما الصيام عن اللغو والرفث”.

– يستدل المذهب الحنفي بهذا الحديث على أن الصيام لا يقتصر فقط على الامتناع عن الأكل والشرب، بل يشمل أيضًا الامتناع عن كل ما يبطل الصيام، بما في ذلك الغيبة والنميمة.

– وبالتالي، فإن مجرد شم رائحة السجائر لا يعتبر مبطلاً للصيام، لأنه لا يعد من قبيل اللغو أو الرفث.

ثانيًا: حديث عائشة رضي الله عنها:

– عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تطوع بصيام، فلا يأكل ولا يشرب حتى يغيب القرص”.

– يستدل المذهب الحنفي بهذا الحديث على أن الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب فقط، ولا يشمل الامتناع عن أشياء أخرى مثل شم رائحة السجائر.

– وبالتالي، فإن مجرد شم رائحة السجائر لا يعتبر مبطلاً للصيام، لأنه لا يعد من قبيل الأكل أو الشرب.

3. أدلة مذهب المالكية:

أولاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل ما أسكر كثيره فقليله حرام”.

– يستدل المذهب المالكي بهذا الحديث على أن كل ما يؤدي إلى الإفطار إذا تم تناوله بكمية كبيرة، فإن تناوله بكمية قليلة يعتبر أيضًا مبطلاً للصيام.

– وبالتالي، فإن شم رائحة السجائر يعتبر مبطلاً للصيام، لأنه قد يؤدي إلى الإفطار إذا تم تناوله بكمية كبيرة.

ثانيًا: حديث ابن عمر رضي الله عنه:

– عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسياً، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

– يستدل المذهب المالكي بهذا الحديث على أن الصائم إذا تناول شيئًا مأكولاً أو مشروبًا ناسياً، فإن صومه لا يبطل.

– وبالتالي، فإن الصائم إذا شم رائحة السجائر ناسياً، فإن صومه لا يبطل.

4. أقوال أهل العلم المعاصرين:

أولاً: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

– قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “شم رائحة السجائر لا يبطل الصيام، لأنها لا تدخل إلى الجوف”.

– يستند هذا الرأي إلى أن رائحة السجائر لا تعد شيئًا مأكولًا أو مشروبًا، وبالتالي لا تندرج تحت مبطلات الصيام.

– كما أن رائحة السجائر لا تدخل إلى الجوف، وبالتالي لا يمكن اعتبارها مفطرة.

ثانيًا: الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

– قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: “شم رائحة السجائر يبطل الصيام، لأنها قد تؤدي إلى تهيج الحلق والحنجرة، مما قد يؤدي إلى دخول شيء من الدخان إلى الجوف”.

– يستند هذا الرأي إلى أن رائحة السجائر قد تؤدي إلى دخول شيء من الدخان إلى الجوف، وبالتالي إبطال الصيام.

– كما أن رائحة السجائر قد تؤدي إلى تهيج الحلق والحنجرة، مما قد يسبب صعوبة في الصيام.

5. حكم شم دخان السجائر للصائم:

أولاً: مذهب الحنفية:

– يرى المذهب الحنفي أن دخول دخان السجائر إلى الجوف يبطل الصيام.

– يستند هذا الرأي إلى أن دخان السجائر يعد شيئًا مأكولاً أو مشروبًا، وبالتالي يعتبر مبطلاً للصيام.

– كما أن دخان السجائر يدخل إلى الجوف، وبالتالي يعتبر مفطرًا.

ثانيًا: مذهب المالكية:

– يرى المذهب المالكي أن دخول دخان السجائر إلى الجوف يبطل الصيام.

– يستند هذا الرأي إلى أن دخان السجائر يعد شيئًا مأكولاً أو مشروبًا، وبالتالي يعتبر مبطلاً للصيام.

– كما أن دخان السجائر يدخل إلى الجوف، وبالتالي يعتبر مفطرًا.

6. أدلة حكم دخول دخان السجائر للصائم:

أولاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام جنة من النار”.

– يستدل الفقهاء بهذا الحديث على أن الصيام يحمي الصائم من النار.

– وبالتالي، فإن دخول دخان السجائر إلى الجوف يبطل الصيام، ويحرم الصائم من ثوابه.

ثانيًا: حديث ابن عباس رضي الله عنه:

– عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام هو وقاية من النار”.

– يستدل الفقهاء بهذا الحديث على أن الصيام يحمي الصائم من النار.

– وبالتالي، فإن دخول دخان السجائر إلى الجوف يبطل الصيام، ويحرم الصائم من ثوابه.

7. حكم تدخين السجائر للصائم:

أولاً: مذهب الحنفية:

– يرى المذهب الحنفي أن تدخين السجائر يبطل الصيام.

– يستند هذا الرأي إلى أن تدخين السجائر يعد شيئًا مأكولاً أو مشروبًا، وبالتالي يعتبر مبطلاً للصيام.

– كما أن دخان السجائر يدخل إلى الجوف، وبالتالي يعتبر مفطرًا.

ثانيًا: مذهب المالكية:

– يرى المذهب المالكي أن تدخين السجائر يبطل الصيام.

– يستند هذا الرأي إلى أن تدخين السجائر يعد شيئًا مأكولاً أو مشروبًا، وبالتالي يعتبر مبطلاً للصيام.

– كما أن دخان السجائر يدخل إلى الجوف، وبالتالي يعتبر مفطرًا.

الخاتمة:

في الختام، نؤكد على أن شم رائحة السجائر لا يبطل الصيام، كما أن دخول دخان السجائر إلى الجوف يبطل الصيام، وأن تدخين السجائر يبطل الصيام، وذلك بناء على الأدلة الشرعية الواردة في القرآن والسنة. ونذكّر الصائمين بضرورة الابتعاد عن كل ما يبطل الصيام، بما في ذلك تدخين السجائر، وذلك من أجل نيل ثواب الصيام كاملاً، والحفظ من الوقوع في المحرمات.

أضف تعليق