حكم تجميد الأجنة

حكم تجميد الأجنة

المقدمة

تُعتبر تقنية تجميد الأجنة من التقنيات الحديثة في مجال الإنجاب، والتي تُستخدم للمساعدة في علاج العقم لدى الرجال أو النساء. وتقوم هذه التقنية على استخراج البويضات من المرأة وتلقيحها بالحيوانات المنوية للرجل في المختبر، ثُم تجميد الأجنة الناتجة في نيتروجين سائل عند درجة حرارة -196 درجة مئوية، لمدة قد تمتد إلى سنوات عديدة.

وقد أثار استخدام هذه التقنية العديد من الجدل حول حكمها الشرعي، ففي حين يرى البعض أنها جائزة شرعًا، يرى البعض الآخر أنها محرمة شرعًا.

حكم تجميد الأجنة في الإسلام

اختلف الفقهاء المسلمون حول حكم تجميد الأجنة، فمنهم من أجازه ومنهم من حرمه، ومنهم من أجازه بشروط.

آراء الفقهاء المجيزين لتجميد الأجنة

يرى الفقهاء المجيزون لتجميد الأجنة أن هذه التقنية لا تُخالف الشريعة الإسلامية، وذلك للأسباب التالية:

أن تجميد الأجنة لا يُعتبر إجهاضًا، لأن الإجهاض هو قتل الجنين بعد نفخ الروح فيه، بينما تجميد الأجنة يتم قبل نفخ الروح فيها.

أن تجميد الأجنة يُساعد على علاج العقم لدى الرجال أو النساء، وهذا من الأمور المباحة في الشريعة الإسلامية.

أن تجميد الأجنة يُساعد على حفظ النسل، وهذا من الأمور المطلوبة في الشريعة الإسلامية.

آراء الفقهاء الحارمين لتجميد الأجنة

يرى الفقهاء الحارمون لتجميد الأجنة أن هذه التقنية تُخالف الشريعة الإسلامية، وذلك للأسباب التالية:

أن تجميد الأجنة يُعتبر اعتداءً على حق الجنين في الحياة، لأن الجنين يُعتبر إنسانًا منذ لحظة تكوينه.

أن تجميد الأجنة يُؤدي إلى إهدار النسل، لأن بعض الأجنة المُجمدة قد لا تُستخدم أبدًا.

أن تجميد الأجنة يُؤدي إلى اختلاط الأنساب، لأن الأجنة المُجمدة قد تُستخدم من قبل أزواج آخرين غير الزوجين اللذين ساهما في تكوينها.

آراء الفقهاء المجيزين لتجميد الأجنة بشروط

يرى الفقهاء المجيزون لتجميد الأجنة بشروط أن هذه التقنية جائزة شرعًا، ولكن بشرط توافر الشروط التالية:

أن يكون الزوجان اللذان ساهما في تكوين الأجنة هما اللذان يستخدمان هذه الأجنة.

أن يكون الهدف من تجميد الأجنة هو علاج العقم أو حفظ النسل.

أن تُتخذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الأجنة المُجمدة ومنع إهدارها أو اختلاط الأنساب.

ضوابط تجميد الأجنة

أصدر مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قرارًا في عام 2008 بشأن ضوابط تجميد الأجنة، وقد جاء في هذا القرار ما يلي:

يجوز تجميد الأجنة لغرض حفظ النسل أو علاجه.

لا يجوز تجميد الأجنة لغرض الإتجار بها أو استئجار الأرحام.

لا يجوز تجميد الأجنة لفترة طويلة، ويجب استخدامها في أقرب وقت ممكن.

لا يجوز تجميد الأجنة في حالة وجود خلل في أحد الوالدين قد ينتقل إلى الجنين.

يجب أن يتم تجميد الأجنة في مؤسسات طبية متخصصة ولديها الإمكانيات اللازمة لذلك.

الختام

تُعتبر تقنية تجميد الأجنة من التقنيات الحديثة في مجال الإنجاب، والتي تُستخدم للمساعدة في علاج العقم لدى الرجال أو النساء. وقد أثار استخدام هذه التقنية العديد من الجدل حول حكمها الشرعي، ففي حين يرى البعض أنها جائزة شرعًا، يرى البعض الآخر أنها محرمة شرعًا.

ووفقًا لآراء الفقهاء، يمكن القول إن تجميد الأجنة جائز شرعًا إذا توافرت الشروط اللازمة لذلك، وهي:

أن يكون الزوجان اللذان ساهما في تكوين الأجنة هما اللذان يستخدمان هذه الأجنة.

أن يكون الهدف من تجميد الأجنة هو علاج العقم أو حفظ النسل.

أن تُتخذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الأجنة المُجمدة ومنع إهدارها أو اختلاط الأنساب.

أضف تعليق