حكم تحديد النسل

حكم تحديد النسل

مقدمة

حكم تحديد النسل من الأحكام الشرعية التي أثارت جدلاً واسعاً بين العلماء، وذلك بسبب تباين الآراء حول مفهومه ومدى مشروعيته. ويرجع ذلك إلى وجود نصوص شرعية مختلفة يمكن الاستناد إليها في إثبات جواز أو عدم جواز تحديد النسل، مما أدى إلى تعدد الآراء في هذه المسألة.

أنواع تحديد النسل

تحديد النسل المؤقت: وهو ما يؤدي إلى منع الحمل لفترة زمنية معينة، مثل استخدام حبوب منع الحمل أو اللولب أو العازل الذكري.

تحديد النسل الدائم: وهو ما يؤدي إلى منع الحمل بشكل نهائي، مثل ربط قناة فالوب عند المرأة أو استئصال الخصيتين عند الرجل.

حكم تحديد النسل المؤقت

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: أجازت اللجنة تحديد النسل المؤقت بشرط موافقة الزوجين وعدم الإضرار بالصحة، وقالت إن ذلك جائز إذا كان بقصد تنظيم الأسرة وتفادي الضرر، أما إذا كان بقصد منع الحمل نهائيًا أو تقليص عدد الأولاد، فإن ذلك غير جائز.

فتوى دار الإفتاء المصرية: أجازت دار الإفتاء تحديد النسل المؤقت بشرط موافقة الزوجين وعدم الإضرار بالصحة، وقالت إنه لا يجوز إذا كان بقصد منع الحمل نهائيًا أو تقليل عدد الأولاد، إلا في حالة الضرورة القصوى، كما أجازت تحديد النسل المؤقت للمرأة التي تعاني من مرض مزمن أو ضعف في صحتها، أو إذا كان الحمل يشكل خطورة على حياتها.

فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: أجاز مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تحديد النسل المؤقت بشرط موافقة الزوجين وعدم الإضرار بالصحة، وقال إن ذلك جائز إذا كان بقصد تنظيم الأسرة وتفادي الضرر، أما إذا كان بقصد منع الحمل نهائيًا أو تقليص عدد الأولاد، فإن ذلك غير جائز.

حكم تحديد النسل الدائم

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: حرمت اللجنة تحديد النسل الدائم، وقالت إنه لا يجوز للمسلم أن يقطع نسله، وأن ذلك يعد من التعدي على خلق الله.

فتوى دار الإفتاء المصرية: حرمت دار الإفتاء تحديد النسل الدائم، وقالت إنه لا يجوز للمسلم أن يقطع نسله، وأن ذلك يعد من التعدي على خلق الله، إلا في حالة الضرورة القصوى، مثل وجود مرض وراثي خطير ينتقل من الآباء إلى الأبناء، أو إذا كان الحمل يشكل خطورة على حياة الأم.

فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: حرم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تحديد النسل الدائم، وقال إنه لا يجوز للمسلم أن يقطع نسله، وأن ذلك يعد من التعدي على خلق الله.

حكم الإجهاض

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: حرمت اللجنة الإجهاض في جميع مراحله، وقالت إنه لا يجوز إسقاط الجنين إلا إذا كان الحمل يشكل خطورة على حياة الأم أو إذا كان الجنين مصابًا بعيب خلقي خطير.

فتوى دار الإفتاء المصرية: حرمت دار الإفتاء الإجهاض في جميع مراحله، وقالت إنه لا يجوز إسقاط الجنين إلا إذا كان الحمل يشكل خطورة على حياة الأم أو إذا كان الجنين مصابًا بعيب خلقي خطير.

فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: حرم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الإجهاض في جميع مراحله، وقال إنه لا يجوز إسقاط الجنين إلا إذا كان الحمل يشكل خطورة على حياة الأم أو إذا كان الجنين مصابًا بعيب خلقي خطير.

حكم تحديد النسل من منظور طبي

الآثار الإيجابية لتحديد النسل: تساعد تحديد النسل في تنظيم الأسرة وتفادي الحمل غير المرغوب فيه، كما تساعد في تقليل عدد الأطفال الذين يولدون في ظروف صعبة أو فقيرة، وتساعد تحديد النسل في تقليل معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال، كما تساعد في تحسين صحة المرأة ورفاهيتها.

الآثار السلبية لتحديد النسل: قد يؤدي تحديد النسل إلى حدوث آثار جانبية مثل اضطرابات الدورة الشهرية والغثيان والقيء وآلام الثدي، وقد يؤدي تحديد النسل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وسرطان الثدي، وقد يؤدي تحديد النسل إلى زيادة خطر العقم.

حكم تحديد النسل من منظور ديني

الأدلة الشرعية التي تجيز تحديد النسل: استند العلماء الذين يجوزون تحديد النسل إلى عدة أدلة شرعية، منها:

قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} (الإسراء: 31).

قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة: 195).

قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام: 164).

الأدلة الشرعية التي تحرم تحديد النسل: استند العلماء الذين يحرمون تحديد النسل إلى عدة أدلة شرعية، منها:

قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيرًا} (الإسراء: 31).

قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} (النحل: 58).

قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} (الإسراء: 33).

خاتمة

حكم تحديد النسل من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء، فهناك من يجيزه وهناك من يحرمه، وقد استدل كل فريق بأدلة شرعية مختلفة، وفي النهاية يعود الأمر إلى كل فرد في أن يقرر ما يراه مناسباً له في هذا الأمر، مع مراعاة الآثار الإيجابية والآثار السلبية لتحديد النسل، وكذلك مراعاة الضوابط الشرعية التي حددها العلماء.

أضف تعليق