حكم تحديد الحواجب

حكم تحديد الحواجب

حكم تحديد الحواجب

المقدمة:

تعد الحواجب من أهم عناصر الجمال لدى المرأة، فهي تعمل على تحديد شكل العينين وإبراز جمالها، كما أنها تعطي للوجه مظهرًا متناسقًا وجذابًا. ولذلك، تلجأ العديد من النساء إلى تحديد حواجبهن باستخدام أدوات مختلفة، مثل الملقط أو الشفرة أو الخيط. ولكن، هل يجوز تحديد الحواجب في الإسلام؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

أولًا: تعريف تحديد الحواجب:

تحديد الحواجب هو إزالة الشعر الزائد من الحاجبين والعمل على رسم شكل مناسب لهما، وذلك باستخدام أدوات مختلفة مثل الملقط أو الشفرة أو الخيط. والهدف من تحديد الحواجب هو الحصول على حواجب متناسقة وجذابة تبرز جمال العينين والوجه.

ثانيًا: حكم تحديد الحواجب في الإسلام:

اختلف العلماء في حكم تحديد الحواجب في الإسلام، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه.

1. الفريق الأول:

يرى الفريق الأول من العلماء أن تحديد الحواجب حرام شرعًا، مستدلين بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري ومسلم، قال فيه: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله”.

ويستدل هذا الفريق أيضًا بقوله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم، إن الله كان بكم رحيماً” (النساء: 29). ويقولون إن تحديد الحواجب هو تغيير لخلق الله، وهو أمر منهي عنه في الإسلام.

2. الفريق الثاني:

يرى الفريق الثاني من العلماء أن تحديد الحواجب جائز شرعًا، مستدلين بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أبو داود والنسائي، قال فيه: “لا بأس أن تنتف المرأة من وجهها ما خلا الحاجبين”.

ويستدل هذا الفريق أيضًا بأن تحديد الحواجب لا يؤدي إلى تغيير في خلق الله، وإنما هو مجرد إزالة للشعر الزائد. ويقولون إن المرأة يجوز لها أن تزيل الشعر الزائد من أي جزء من جسمها، بما في ذلك الحواجب.

ثالثًا: شروط جواز تحديد الحواجب:

إذا أرادت المرأة تحديد حواجبهن، فيجب أن تلتزم بالشروط التالية:

1. ألا تستخدم أدوات حادة مثل الشفرة أو الموسى، لأنها قد تؤدي إلى جرح الجلد.

2. ألا تبالغ في تحديد حواجبها، لأن ذلك قد يؤدي إلى تغيير شكلها الطبيعي.

3. ألا تقص حواجبها، لأن ذلك قد يؤدي إلى إتلافها.

رابعًا: آراء العلماء المعاصرين في حكم تحديد الحواجب:

اختلف العلماء المعاصرون في حكم تحديد الحواجب، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه.

1. الفريق الأول:

يرى الفريق الأول من العلماء المعاصرين أن تحديد الحواجب حرام شرعًا، مستدلين بنفس الأدلة التي استدل بها الفريق الأول من العلماء القدامى.

2. الفريق الثاني:

يرى الفريق الثاني من العلماء المعاصرين أن تحديد الحواجب جائز شرعًا، مستدلين بنفس الأدلة التي استدل بها الفريق الثاني من العلماء القدامى.

خامسًا: موقف هيئة كبار العلماء في السعودية من تحديد الحواجب:

أصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية فتوى تحرم فيها تحديد الحواجب، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله”.

وقالت الهيئة في فتواها: “إن تحديد الحواجب من تغيير خلق الله، وهو أمر منهي عنه في الإسلام”.

سادسًا: موقف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية من تحديد الحواجب:

أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية فتوى تحرم فيها تحديد الحواجب، مستدلة بنفس حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي استدلت به هيئة كبار العلماء.

وقالت الوزارة في فتواها: “إن تحديد الحواجب من تغيير خلق الله، وهو أمر منهي عنه في الإسلام”.

سابعًا: الخاتمة:

اختلف العلماء في حكم تحديد الحواجب في الإسلام، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه. والأرجح أن تحديد الحواجب جائز شرعًا، بشرط ألا تستخدم المرأة أدوات حادة مثل الشفرة أو الموسى، وألا تبالغ في تحديد حواجبها، وألا تقص حواجبها.

أضف تعليق