حكم تعليق الزوجة الناشز
المقدمة
الناشز هي الزوجة التي تخرج عن طاعة زوجها الشرعية، سواء في الفراش أو في المعاشرة أو في غير ذلك. وقد اختلف الفقهاء في حكم تعليق الزوجة الناشز، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز للزوج أن يعلقها، وذهب آخرون إلى أنه لا يجوز. وفي هذا المقال، سوف نستعرض أدلة الفريقين ونناقش حججهما.
أدلة جواز تعليق الزوجة الناشز
1. قال الله تعالى في سورة النساء: {وَالَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.
وقد استدل الفقهاء بهذه الآية على جواز تعليق الزوجة الناشز، حيث إن الله تعالى ذكر فيها ثلاث وسائل لمعالجة نشوز الزوجة، وهي: الوعظ والهجر في المضاجع والضرب. فإذا لم تنصلح الزوجة بهذه الوسائل، فإن للزوج الحق في تعليقها.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا نشزت المرأة على زوجها فليضربها ضربًا غير مبرح”.
هذا الحديث يدل على جواز ضرب الزوجة الناشز، وهذا يدل على أن للزوج الحق في تأديبها إذا لم تلتزم بطاعته الشرعية. وهذا التأديب قد يكون بالضرب أو بالهجر أو بالتعليق.
3. أجمع الفقهاء على جواز تعليق الزوجة الناشز إذا كان ذلك لأجل تأديبها وردها إلى طاعة زوجها.
أدلة عدم جواز تعليق الزوجة الناشز
1. قال الله تعالى في سورة النساء: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}.
وقد استدل الفقهاء بهذه الآية على عدم جواز تعليق الزوجة الناشز، حيث إن الله تعالى اشترط لعودة الزوجة إلى زوجها بعد الطلاق أن تتزوج بزوج آخر ثم يطلقها. وهذا يدل على أن تعليق الزوجة لا يعتبر طلاقًا، وبالتالي لا يجوز للزوج أن يعلق زوجته.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تضربوا إماء الله”.
وهذا الحديث يدل على عدم جواز ضرب الزوجة، وهذا يدل على أن للزوجة حقًا في عدم التعرض لها بالضرب أو أي نوع من أنواع الأذى.
3. أجمع الفقهاء على أن تعليق الزوجة الناشز لا يعتبر طلاقًا، وبالتالي لا يسقط نفقة الزوجة ولا حقها في الميراث. وهذا يدل على أن تعليق الزوجة ليس عقوبة شرعية، وإنما هو مجرد وسيلة تأديبية.
الخاتمة
بعد عرض أدلة الفريقين، يتضح أن هناك خلافًا فقهيًا في حكم تعليق الزوجة الناشز. والراجح هو القول الأول القائل بجواز تعليق الزوجة الناشز، وذلك للأدلة التي ذكرناها سابقًا. ومع ذلك، يجب على الزوج أن يراعي في تعليقه لزوجته ألا يلحق بها أي ضرر أو أذى.