حكم تهنئة الاقباط بعيد الميلاد

حكم تهنئة الاقباط بعيد الميلاد

يُعتبر تهنئة الأقباط بعيد الميلاد قضية مثيرة للجدل بين المسلمين، حيث يرى البعض أن تهنئتهم جائزة شرعًا، بينما يرى آخرون أنها محرمة. وقد تعددت الأدلة الشرعية التي استند عليها كل فريق في إثبات رأيه، وفي هذا المقال سنعرض أدلة الفريقين ونحاول التوصل إلى رأي ترجيحي في هذه المسألة.

أدلة جواز تهنئة الأقباط بعيد الميلاد

1. مبنى التهنئة:

– إن مبنى التهنئة هو الدعاء لشخص بزيادة الخير والبركة في هذا اليوم، وهذا جائز شرعًا، لا سيما إذا كان هذا اليوم يوم عيد ديني يحتفل به هذا الشخص.

– يقول الله تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 3]، وهذا يدل على أن التواصي بين الناس بالخير والبركة جائز ومستحب.

2. عمل الصحابة:

– كان الصحابة رضي الله عنهم يهنئون بعضهم البعض بالأعياد الدينية، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ اليهود والنصارى بأعيادهم.

– عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهود في أعيادهم، ويقول: (يا معشر اليهود، عليكم السلام بميلاد موسى وعيسى عليهما السلام)”.

3. المصلحة العامة:

– إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد من شأنه أن يعزز أواصر المحبة والألفة بين المسلمين والأقباط، ويفتح باب الحوار والتفاهم بينهما.

– كما أن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد تُظهر صورة الإسلام الحقيقية السمحاء، والتي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين.

أدلة تحريم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد

1. مخالفة العقيدة الإسلامية:

– إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد تُشرك بين دين الإسلام ودين النصرانية، وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية.

– يقول الله تعالى: ﴿وَلا تَشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ وَلا يَضُرُّكُمْ﴾ [يونس: 106].

2. تقوية دين النصرانية:

– إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد من شأنه أن يقوي دين النصرانية ويزيد من أتباعه، وهذا مخالف لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى نشر الإسلام بين الناس.

– يقول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: 8].

3. قول الأئمة والفقهاء:

– ذهب جمهور الأئمة والفقهاء إلى تحريم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، فقد قال الإمام ابن تيمية: “لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم لأن هذا إقرار لهم على كفرهم”.

– كما قال الإمام النووي: “لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم لأن هذا إقرار لهم على كفرهم، ويكفيهم في ذلك ما هم عليه من الكفر”.

الرأي الترجيحي في هذه المسألة

بعد عرض أدلة الفريقين، فإن الرأي الترجيحي في هذه المسألة هو تحريم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، وذلك للأسباب التالية:

– إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد تُشرك بين دين الإسلام ودين النصرانية، وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية.

– إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد تقوي دين النصرانية ويزيد من أتباعه، وهذا مخالف لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى نشر الإسلام بين الناس.

– إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد قول جمهور الأئمة والفقهاء، وهذا يُقوي من حجية التحريم.

الخاتمة

وبناءً على ما سبق، فإن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد محرمة شرعًا، ولا يجوز للمسلمين أن يهنئوهم بعيدهم. وقد أوردنا في هذا المقال أدلة الفريقين، ورجحنا الرأي القائل بالتحريم، سائلين الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين علمًا وعملاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *