حكم تهنئة النصارى بالكريسماس

حكم تهنئة النصارى بالكريسماس

المقدمة:

عيد الميلاد هو عيد مسيحي يحتفل به في 25 ديسمبر من كل عام، ويُحتفل به في العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك الدول العربية ذات الأقلية المسيحية، وقد أثار هذا الاحتفال جدلاً واسعاً بين المسلمين حول حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد، وفي هذا المقال سوف نستعرض حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد، مع ذكر الأدلة من القرآن والسنة، ورأي العلماء في هذه المسألة.

1. الأدلة من القرآن والسنة:

يوجد العديد من الأدلة من القرآن والسنة التي تتحدث عن كيفية التعامل مع غير المسلمين، ومن هذه الأدلة ما يلي:

القرآن الكريم: قال الله تعالى في سورة الممتحنة: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.

السنة النبوية: روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أسلم، فله ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا ذمة الله ورسوله”.

2. حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد:

يختلف حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد حسب رأي العلماء، وقد قسم العلماء هذه المسألة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يرى بعض العلماء أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد جائزة، ولا حرج فيها، وذلك لأنها تعتبر من باب الإحسان إليهم، وبناءً على الأدلة من القرآن والسنة التي ذكرناها سابقًا، والتي تدعو إلى الإحسان إلى غير المسلمين وعدم ظلمهم.

القسم الثاني: يرى بعض العلماء أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد محرمة، وذلك لأنها تعتبر من باب المشاركة في أعيادهم الدينية، وهذا حرام لأنها تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وبالتالي لا يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد.

القسم الثالث: يرى بعض العلماء أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد جائزة، ولكن بشرط ألا تتضمن هذه التهنئة أي اعتراف بصحة عقيدتهم أو مشاركتهم فيها، وبالتالي يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد، ولكن بشرط أن يوضح له أن هذه التهنئة لا تعني أنه يوافق على عقيدته أو أنه يشاركه فيها.

3. رأي العلماء في المسألة:

اختلف العلماء في حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد، وقد ذكرنا سابقًا أن هناك ثلاثة أقسام لرأي العلماء في هذه المسألة، وفيما يلي رأي بعض العلماء في هذه المسألة:

الشيخ ابن عثيمين: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “لا يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد، لأن هذا يعتبر مشاركة له في دينه، وهذا حرام، لأن الإسلام يختلف عن النصرانية اختلافًا كليًا”.

الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: “لا يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد، لأن هذا يعتبر من باب الإغراء على الكفر، وهذا حرام، لأن الإسلام يدعو إلى التوحيد، والنصرانية تدعو إلى الشرك”.

الشيخ يوسف القرضاوي: قال الشيخ يوسف القرضاوي: “يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد، بشرط ألا تتضمن هذه التهنئة أي اعتراف بصحة عقيدته أو مشاركته فيها، وبالتالي يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد، ولكن بشرط أن يوضح له أن هذه التهنئة لا تعني أنه يوافق على عقيدته أو أنه يشاركه فيها”.

4. أسباب الخلاف بين العلماء:

يوجد العديد من الأسباب التي أدت إلى الخلاف بين العلماء في حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد، ومن هذه الأسباب ما يلي:

اختلاف النصوص الشرعية: توجد بعض النصوص الشرعية التي تدعو إلى الإحسان إلى غير المسلمين، وتوجد نصوص أخرى تدعو إلى عدم مشاركتهم في أعيادهم الدينية، وهذا الاختلاف في النصوص أدى إلى اختلاف العلماء في حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد.

اختلاف العادات والتقاليد: تختلف العادات والتقاليد بين المسلمين والنصارى، وهذا الاختلاف أدى إلى اختلاف العلماء في حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد، فالبعض يرى أن هذه التهنئة تعتبر من قبيل الإحسان إلى غير المسلمين، بينما يرى البعض الآخر أنها تعتبر من قبيل المشاركة في أعيادهم الدينية.

اختلاف الآراء الشخصية: يختلف العلماء في آرائهم الشخصية حول العديد من القضايا، وهذا الاختلاف أدى إلى اختلافهم في حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد، فالبعض يرى أن هذه التهنئة جائزة، بينما يرى البعض الآخر أنها محرمة.

5. موقف المسلمين من عيد الميلاد:

يتخذ المسلمون مواقف مختلفة تجاه عيد الميلاد، فمنهم من يهنئ النصارى بهذا العيد، ومنهم من لا يهنئهم، ومنهم من يرى أن هذه المسألة اجتهادية، وفيما يلي موقف المسلمين من عيد الميلاد:

التهنئة بعيد الميلاد: يرى بعض المسلمين أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد جائزة، ولا حرج فيها، وذلك لأنها تعتبر من باب الإحسان إليهم، وبناءً على الأدلة من القرآن والسنة التي ذكرناها سابقًا، والتي تدعو إلى الإحسان إلى غير المسلمين وعدم ظلمهم.

عدم التهنئة بعيد الميلاد: يرى بعض المسلمين أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد محرمة، وذلك لأنها تعتبر من باب المشاركة في أعيادهم الدينية، وهذا حرام لأنها تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وبالتالي لا يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد.

الاجتهاد في المسألة: يرى بعض المسلمين أن مسألة تهنئة النصارى بعيد الميلاد هي مسألة اجتهادية، بمعنى أن كل شخص حر في أن يهنئهم أو لا يهنئهم، وذلك حسب اجتهاده الخاص، ولا يجوز لأحد أن يجبر أحدًا على تهنئتهم أو عدم تهنئتهم.

6. حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد في الدول ذات الأقلية المسيحية:

في الدول ذات الأقلية المسيحية، يختلف حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد حسب رأي العلماء، فقد يرى بعض العلماء أن تهنئتهم جائزة، وذلك لأن هذه التهنئة تعتبر من باب الإحسان إليهم، وقد يرى بعض العلماء أن تهنئتهم محرمة، وذلك لأنها تعتبر من باب المشاركة في أعيادهم الدينية، وفيما يلي حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد في الدول ذات الأقلية المسيحية:

جائزة: يرى بعض العلماء أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد جائزة في الدول ذات الأقلية المسيحية، وذلك لأن هذه التهنئة تعتبر من باب الإحسان إليهم، وبناءً على الأدلة من القرآن والسنة التي ذكرناها سابقًا، والتي تدعو إلى الإحسان إلى غير المسلمين وعدم ظلمهم.

محرمة: يرى بعض العلماء أن تهنئة النصارى بعيد الميلاد محرمة في الدول ذات الأقلية المسيحية، وذلك لأنها تعتبر من باب المشاركة في أعيادهم الدينية، وهذا حرام لأنها تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وبالتالي لا يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيد الميلاد.

اجتهادية: يرى بعض العلماء أن مسألة تهنئة النصارى بعيد الميلاد في الدول ذات الأقلية المسيحية هي مسألة اجتهادية، بمعنى أن كل شخص حر في أن يهنئهم أو لا يهنئهم، وذلك حسب اجتهاده الخاص، ولا يجوز لأحد أن يجبر أحدًا على تهنئتهم أو عدم تهنئتهم.

7. حكم تهنئة النصارى بعيد الميلاد في الدول ذات الأغلبية المسيحية:

في الدول ذات الأغلبية المسيحية، يختلف حكم تهنئة الن

أضف تعليق