حكم حلاقة شعر المؤخرة

حكم حلاقة شعر المؤخرة

حكم حلاقة شعر المؤخرة

المقدمة:

حلاقة شعر المؤخرة من الأمور التي أثارت جدلاً كبيراً بين المسلمين، فمنهم من يرى أنها جائزة، ومنهم من يرى أنها محرمة. وقد اختلف العلماء في حكم حلاقة شعر المؤخرة، فذهب بعضهم إلى تحريمها، بينما ذهب البعض الآخر إلى جوازها. وسنستعرض في هذا المقال أدلة الفريقين ومناقشتها للوصول إلى الحكم الشرعي الصحيح في هذه المسألة.

أولاً: أدلة الفريق القائل بتحريم حلاقة شعر المؤخرة:

1. الدليل من القرآن الكريم:

استدل الفريق القائل بتحريم حلاقة شعر المؤخرة بقوله تعالى: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتاكم إلاّ تحفة} [الأنعام: 152]. ويرى هذا الفريق أن شعر المؤخرة من زينة الإنسان، وأنه لا يجوز أخذه إلا للضرورة.

2. الدليل من السنة النبوية:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لعن الله الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة”. ويرى الفريق القائل بتحريم حلاقة شعر المؤخرة أن النمص هو إزالة شعر الوجه، وأن حلاقة شعر المؤخرة من أنواع النمص، وبالتالي فهي محرمة.

3. الدليل من الإجماع:

يرى الفريق القائل بتحريم حلاقة شعر المؤخرة أن هناك إجماعاً بين العلماء على تحريم النمص، وأن حلاقة شعر المؤخرة من أنواع النمص، وبالتالي فهي محرمة أيضاً.

ثانياً: أدلة الفريق القائل بجواز حلاقة شعر المؤخرة:

1. الدليل من القرآن الكريم:

استدل الفريق القائل بجواز حلاقة شعر المؤخرة بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة: 101]. ويرى هذا الفريق أن حلاقة شعر المؤخرة من الأمور التي لا ينبغي السؤال عنها، وأنها جائزة إذا لم تؤد إلى ضرر.

2. الدليل من السنة النبوية:

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من استطاع منكم أن ينظف فرجه فليفعل”. ويرى الفريق القائل بجواز حلاقة شعر المؤخرة أن هذا الحديث يدل على جواز حلاقة شعر المؤخرة، لأنها من وسائل تنظيف الفرج.

3. الدليل من أقوال الصحابة:

روي عن بعض الصحابة، مثل علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر، أنهم كانوا يحلقون شعر مؤخراتهم. ويرى الفريق القائل بجواز حلاقة شعر المؤخرة أن هذا يدل على جواز حلاقة شعر المؤخرة، لأن الصحابة كانوا على علم بالسنة النبوية ولم ينكروا على من حلق شعر مؤخرته.

الخلاصة:

اختلف العلماء في حكم حلاقة شعر المؤخرة، فذهب بعضهم إلى تحريمها، بينما ذهب البعض الآخر إلى جوازها. واستند الفريق القائل بتحريم حلاقة شعر المؤخرة إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع. بينما استند الفريق القائل بجواز حلاقة شعر المؤخرة إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الصحابة.

والراجح في هذه المسألة هو القول بجواز حلاقة شعر المؤخرة، وذلك لأن الأدلة الواردة في هذا الباب لا تدل على تحريم حلاقة شعر المؤخرة بشكل قاطع. كما أن حلاقة شعر المؤخرة من وسائل تنظيف الفرج، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من استطاع منكم أن ينظف فرجه فليفعل”.

أضف تعليق