حكم خدمة الزوجة لزوجها مع الدليل

حكم خدمة الزوجة لزوجها مع الدليل

مقدمة

الزواج في الإسلام هو عقد مقدس بين الرجل والمرأة، يقوم على المودة والرحمة، وتبادل الحقوق والواجبات، ويعتبر من أهم أركان الأسرة المسلمة، وهو وسيلة لتكوين أسرة مستقرة وسعيدة، وتنشئة الأبناء الصالحين، وقد حدد الإسلام مجموعة من الحقوق والواجبات لكل من الزوجين، ومن بينها واجب الزوجة في خدمة زوجها، وفي هذا المقال سنتناول حكم خدمة الزوجة لزوجها، مع الأدلة من القرآن والسنة.

أولاً: حكم خدمة الزوجة لزوجها

خدمة الزوجة لزوجها واجب شرعي، أمر الله تعالى به في كتابه الحكيم، وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لما بينهما من مودة ورحمة، ولما يترتب على هذه الخدمة من سعادة واستقرار الأسرة، قال تعالى في سورة النساء: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [النساء: 34]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير نسائكم التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك” [سنن الترمذي].

ثانياً: الأدلة من القرآن والسنة على وجوب خدمة الزوجة لزوجها

هناك العديد من الأدلة من القرآن والسنة على وجوب خدمة الزوجة لزوجها، ومن بينها:

1. قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]، وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها تدل على وجوب خدمة الزوجة لزوجها، كما يجب عليه أن يخدمها، فعليها أن تطيعه في المعروف، وعليه أن يعاشرها بالمعروف.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق الزوج على زوجته أن لا تمنع نفسها عنه إذا دعاها إلى فراشه” [سنن ابن ماجه]، وهذا الحديث يدل على أن خدمة الزوجة لزوجها تشمل الاستجابة لطلباته الجنسية، كما تدل على وجوب حفظها نفسها وعفتها.

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير نسائكم التي إذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك” [سنن الترمذي]، وهذا الحديث يدل على أن من واجبات الزوجة أن تحافظ على نفسها ومال زوجها في غيبته، وأن ترعاه وتخدمه.

ثالثاً: أنواع خدمة الزوجة لزوجها

تشمل خدمة الزوجة لزوجها العديد من الأمور، منها:

1. طاعة الزوجة لزوجها في المعروف، قال تعالى في سورة النساء: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 34]، وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها تدل على وجوب طاعة الزوجة لزوجها في المعروف، وهذا يعني أنها يجب أن تطيعه في الأمور التي لا تخالف الشرع.

2. تلبية طلبات الزوج الجنسية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق الزوج على زوجته أن لا تمنع نفسها عنه إذا دعاها إلى فراشه” [سنن ابن ماجه]، وهذا الحديث يدل على أن من واجبات الزوجة تلبية طلبات زوجها الجنسية، كما يدل على وجوب حفظها نفسها وعفتها.

3. حفظ الزوجة نفسها ومال زوجها في غيبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير نسائكم التي إذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك” [سنن الترمذي]، وهذا الحديث يدل على أن من واجبات الزوجة أن تحافظ على نفسها ومال زوجها في غيبته، وأن ترعاه وتخدمه.

رابعاً: حكم خدمة الزوجة لزوجها في الأمور الخاصة

تختلف خدمة الزوجة لزوجها في الأمور الخاصة، عن خدمتها له في الأمور العامة، ففي الأمور الخاصة، مثل العلاقة الجنسية، يجب على الزوجة أن تكون مطيعة لزوجها، ولا تمنع نفسها عنه، إلا في حالة المرض أو العذر الشرعي، أما في الأمور العامة، مثل الأعمال المنزلية، فلا يجب على الزوجة أن تقوم بها وحدها، بل يجب أن يتعاون الزوجان في القيام بها.

خامساً: حدود خدمة الزوجة لزوجها

هناك حدود لخدمة الزوجة لزوجها، منها:

1. ألا تخالف شرع الله تعالى، فلا يجوز للزوجة أن تطيع زوجها في أمر يخالف شرع الله تعالى، قال تعالى في سورة النساء: {وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تُشَاقَّنَّهُ} [النساء: 36].

2. ألا تضر بنفسها أو بزوجها، فلا يجوز للزوجة أن تقوم بخدمة تضر بنفسها أو بزوجها، قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].

3. ألا تتجاوز طاقتها، فلا يجوز للزوجة أن تقوم بخدمة تتجاوز طاقتها، قال تعالى في سورة البقرة: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

سادساً: أجر خدمة الزوجة لزوجها

لخدمة الزوجة لزوجها أجر عظيم عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خدمت زوجها في الدنيا خدمها زوجها

أضف تعليق