حكم دخول الصيام على جنابة

حكم دخول الصيام على جنابة

حكم دخول الصيام على جنابة

مقدمة:

الصيام عبادة من أعظم العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، والصيام له الكثير من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية، وللحصول على هذه الفوائد يجب أن يلتزم المسلمون بشروط وأحكام الصيام، ومن أهم هذه الشروط: (1) النية؛ فلا يصح الصيام إلا بنية الصيام، (2) الإمساك عن المفطرات؛ مثل: الأكل والشرب والجماع، (3) الطهارة من الحدثين: الأكبر والأصغر؛ أي: الوضوء والاغتسال، فماذا عن حكم دخول الصيام على جنابة؟ فقهًا ونصًا من الكتاب والسنة النبوية، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

حكم دخول الصيام على جنابة:

اختلف الفقهاء في حكم دخول الصيام على جنابة، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز دخول الصيام على جنابة، واستدلوا على ذلك بالأدلة التالية:

1. الدليل من القرآن الكريم:

قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (البقرة: 187)، قال بعض المفسرين: إن هذه الآية تدل على أنه لا يجوز دخول الصيام على جنابة، لأن الله تعالى أمر بالإمساك عن الطعام والشراب والجماع حتى الليل، والجماع ينقض الوضوء، وبالتالي ينقض الصيام.

2. الدليل من السنة النبوية:

روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: (مَن أَصَابَهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ فَلَا يَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَإِنَّمَا أَصَابَ مِنْ لَيْلَةٍ)، وفي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَنْتَظِرُ وَلَا يَزَالُ مُخْتَبِئًا حَتَّى يَطْلُعَ النَّهَارُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ)، يدل هذا الحديث على أنه لا يجوز دخول الصيام على جنابة، لأن النبي ﷺ أمر من أصابته الجنابة بعد طلوع الفجر أن لا يصوم ذلك اليوم، وقال له: (فإنما أصاب من ليلة)، أي: أنه لم يصب من نهار الصوم شيئًا.

3. الدليل من اتفاق أهل العلم:

أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز دخول الصيام على جنابة، ومَن دخل الصيام على جنابة فعليه أن يقضي ذلك اليوم، ولا يصح صومه، وقد قال الإمام النووي في كتابه “المجموع”: (اتفق أهل العلم قاطبة على أنه لا يجوز دخول الصيام على جنابة، ومَن دخل صائمًا على جنابة لم يصح صومه، وعليه قضاؤه).

الشروط الواجب توافرها لصحة الصيام:

1. من شروط صحة الصيام الإسلام:

فلا يصح صيام الكافر أو المرتد، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183)، ولأن الصيام عبادة، والعبادة لا تصح إلا من مسلم.

2. من شروط صحة الصيام البلوغ:

فلا يصح صيام الصبي غير المميز، لأن الصيام عبادة، والعبادة لا تصح إلا من مكلف، والصبي غير المميز غير مكلف، ولأن الصيام فيه مشقة، والصبي غير المميز لا يتحمل المشقة.

3. من شروط صحة الصيام العقل:

فلا يصح صيام المجنون والمعتوه، لأن الصيام عبادة، والعبادة لا تصح إلا من عاقل، والمجنون والمعتوه غير عاقل، ولأن الصيام فيه مشقة، والمجنون والمعتوه لا يتحملان المشقة.

4. من شروط صحة الصيام القدرة:

فلا يصح صيام المريض الذي لا يطيق الصيام، أو المسافر الذي لا يطيق الصيام، أو الحامل التي لا تطيق الصيام، أو المرضع التي لا تطيق الصيام، لقول الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) (البقرة: 184)، ولأن الصيام فيه مشقة، والمريض والمسافر والحامل والمرضع لا يتحملون المشقة.

5. من شروط صحة الصيام الطهارة من الحيض والنفاس:

فلا يصح صيام الحائض والنفساء، لقول الله تعالى: (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) (

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *