حكم الصيام على جنابة

حكم الصيام على جنابة

حكم الصيام على جنابة

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وصومه واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، إلا من عذره الله كالمريض والمسافر والمرضع والحائض والنفساء.

1. تعريف الجنابة:

الجنابة هي حالة حدثت بعد الجماع، أو بعد خروج المني بشهوة، أو بعد الاحتلام، وهي تمنع المسلم من أداء بعض العبادات، مثل الصلاة والطواف بالبيت الحرام، ويجب على الجنب أن يغتسل قبل أداء هذه العبادات.

2. حكم الصيام على جنابة:

اختلف الفقهاء في حكم الصيام على جنابة، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز الصيام على جنابة، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صيام من أصبح جنبًا حتى يغتسل”، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الصيام على جنابة، واستدلوا على ذلك بأن الجنابة لا تبطل الصيام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم وهو جنب في بعض الأحيان.

3. أقوال العلماء في حكم الصيام على جنابة:

اختلف العلماء في حكم الصيام على جنابة، فمنهم من قال أنه لا يجوز، ومنهم من قال أنه جائز، ومنهم من قال أنه مكروه.

أ. القول الأول:

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز الصيام على جنابة، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صيام من أصبح جنبًا حتى يغتسل”.

أن الجنابة تمنع من أداء الصلاة، والصيام عبادة مقترنة بالصلاة، فلا يصح صيام من لا يصح منه الصلاة.

أن الجنابة توجب الغسل، والغسل يبطل الصيام.

ب. القول الثاني:

ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الصيام على جنابة، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

أن الجنابة لا تبطل الصيام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم وهو جنب في بعض الأحيان.

أن الصيام عبادة مستقلة عن الصلاة، ولا يشترط لصحة الصيام صحة الصلاة.

أن الغسل واجب على الجنب، وليس شرطًا لصحة الصيام.

ج. القول الثالث:

ذهب بعض الفقهاء إلى أنه مكروه الصيام على جنابة، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

أن الجنابة توجب الغسل، والغسل يبطل الصيام.

أن الصيام عبادة مقترنة بالصلاة، ولا يكره صيام من لا يكره منه الصلاة.

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الغسل قبل الصيام.

4. الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو القول الأول، وهو أنه لا يجوز الصيام على جنابة، وذلك للأدلة الواردة في هذا الباب، ولأن الجنابة توجب الغسل، والغسل يبطل الصيام.

5. حكم من صام على جنابة:

من صام على جنابة فعليه أن يقضي ذلك اليوم، وإن كان جاهلاً بالحكم فعليه أن يكفر عن ذلك اليوم بالإطعام، وإن كان ناسياً فعليه أن يقضي ذلك اليوم فقط.

6. حكم من جامع في نهار رمضان:

من جامع في نهار رمضان فعليه القضاء والكفارة، والكفارة هي عتق رقبة، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا.

7. حكم من احتلم في نهار رمضان:

من احتلم في نهار رمضان فلا قضاء عليه ولا كفارة، وعليه أن يغتسل ويستأنف صيامه.

خاتمة:

الصيام عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وصومه واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، إلا من عذره الله كالمريض والمسافر والمرضع والحائض والنفساء. ولا يجوز الصيام على جنابة، وعليه من صام على جنابة أن يقضي ذلك اليوم.

أضف تعليق