العنوان: حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى
المقدمة:
يعد المسجد مكانًا مقدسًا يقصده المسلمون لأداء الصلاة والعبادة، وقد شرع الإسلام العديد من الآداب والأحكام المتعلقة بدخول المسجد والخروج منه، ومن بين هذه الآداب دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج منه بالرجل اليسرى، فما حكم هذا الأمر؟ وهل هناك أدلة شرعية تدعمه؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
1. الدخول بالرجل اليمنى:
– ورد في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: أعوذ بالله العظيم، وبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: الحمد لله الذي أخرجني من هذا المسجد، وطهّر قلبي، وغفر لي ذنبي، وأسألك من فضلك”.
– من خلال هذا الحديث، يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل المسجد بالرجل اليمنى، كما أنه كان يقول الدعاء المذكور عند دخوله وخروجه.
– يستحب للمسلم أن يدخل المسجد بالرجل اليمنى، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء المذكور يحفظه من شر الشيطان ويدعو الله عز وجل بفتح أبواب رحمته.
2. الخروج بالرجل اليسرى:
– ورد في السنة النبوية أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا خرج أحدكم من المسجد فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك”.
– من خلال هذا الحديث، يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من المسجد بالرجل اليسرى، كما أنه كان يقول الدعاء المذكور عند خروجه.
– يستحب للمسلم أن يخرج من المسجد بالرجل اليسرى، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء المذكور يدعو الله عز وجل بفضله.
3. الحكمة من دخول المسجد باليمنى والخروج باليسرى:
– هناك عدة حكم وراء دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج منه بالرجل اليسرى، منها:
– إظهار الأدب والاحترام للمسجد، فالمسجد مكان مقدس يستحق أن يتم التعامل معه بأدب واحترام، ودخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج منه بالرجل اليسرى هو أحد مظاهر هذا الأدب.
– تذكر دخول الجنة، فدخول الجنة يكون بالرجل اليمنى، ودخول المسجد بالرجل اليمنى هو استذكار لهذا الأمر، كما أن الخروج من المسجد بالرجل اليسرى هو استذكار لخروج الإنسان من الدنيا بالرجل اليسرى.
– اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل المسجد بالرجل اليمنى ويخرج منه بالرجل اليسرى، واتباع سنته في هذا الأمر هو من أفضل الطرق لإظهار محبتنا له والاقتداء به.
4. آداب دخول المسجد:
– بالإضافة إلى دخول المسجد بالرجل اليمنى، هناك العديد من الآداب الأخرى المستحبة عند دخول المسجد، منها:
– التسمية عند دخول المسجد، بقول: “بسم الله، والحمد لله، والسلام على رسول الله”، فهذا الذكر يذكر الإنسان بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فور دخوله المسجد.
– استقبال القبلة عند دخول المسجد، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وهو أمر يدل على تعظيم القبلة والخشوع في الصلاة.
– الترتيب بين الصفوف أثناء دخول المسجد، وعدم التخطي بين المصلين، فالتخطي بين المصلين أمر مكروه وله عقوبة شديدة.
5. آداب الخروج من المسجد:
– بالإضافة إلى الخروج من المسجد بالرجل اليسرى، هناك العديد من الآداب الأخرى المستحبة عند الخروج من المسجد، منها:
– الدعاء عند الخروج من المسجد، بقول: “اللهم إني أسألك من فضلك”، فهذا الدعاء يطلب من الله عز وجل فضله ورحمته.
– عدم الاستعجال في الخروج من المسجد، فمن المستحب للمسلم أن يبقى في المسجد بعد الصلاة يذكر الله عز وجل ويدعوه، كما ينبغي عليه أن ينتظر حتى ينتهي الإمام من الصلاة ثم يخرج.
– عدم التحدث بصوت عال عند الخروج من المسجد، فالمسجد مكان مقدس يجب الحفاظ على هدوئه وسكينته.
6. فضل دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى:
– هناك العديد من الفضائل والأجر والثواب العظيم لدخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج منه بالرجل اليسرى، منها:
– مغفرة الذنوب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “من دخل المسجد، وحسنت طهورته، وصلى ما كتب له، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.
– دخول الجنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “من دخل الجنة نكح الحور العين، ومن دخل النار عذب بالنار، ومن خرج من المسجد إلى بيته ينتظر الصلاة، كتب له أجر معتكف”.
– زيادة الحسنات، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مشى إلى المسجد وحده كتب له ألف ألف حسنة، ومن مشى مع اثنين كتب له ألف ألف ألف حسنة”.
7. الخلاصة:
– دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج منه بالرجل اليسرى من الآداب المستحبة التي ينبغي للمسلم الالتزام بها، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك، كما أن هناك العديد من الفضائل والأجر والثواب العظيم لدخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج منه بالرجل اليسرى، منها: مغفرة الذنوب، ودخول الجنة، وزيادة الحسنات.