حكم رسم الوجوه

حكم رسم الوجوه

حكم رسم الوجوه

مقدمة:

رسم الوجوه هو شكل من أشكال الفن الذي يتم فيه محاكاة ملامح الوجه البشري أو الحيواني. وقد كان رسم الوجوه موجودًا منذ آلاف السنين، ويمكن العثور عليه في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم. في بعض الثقافات، يُعتبر رسم الوجوه شكلًا من أشكال التعبير الفني، بينما يُعتبر في ثقافات أخرى شكلًا من أشكال العبادة أو التقديس.

حكم رسم الوجوه في الإسلام:

هناك خلاف بين العلماء حول حكم رسم الوجوه في الإسلام. فبعض العلماء يرى أن رسم الوجوه حرام، استنادًا إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصورين”. وبعض العلماء يرى أن رسم الوجوه جائز، استنادًا إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عائشة قالت: “كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستر فيه تصاوير، فكان ينظر إليها ولا ينكرها”.

أدلة تحريم رسم الوجوه:

ومن الأدلة على تحريم الصور المجسمة قول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. والمعنى أن الله تعالى خلق الناس والجن لغاية واحدة هي التوحيد وإخلاص العبادة لله، فجعل عبادة الله هي الغرض الرئيس من خلق الإنسان، ولو كانت التصوير محبوبة عند الله ورغب في أن نصنعها لجاءت في الآية: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوا الصور}، ولكن قال: {ليعبدون}.

ومن الأدلة أيضًا ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة قالت: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصورين”. والمصور هو الذي يصور صورا حية للأشياء.

أما رسم الوجوه غير المجسمة فلا يوجد دليل قاطع بتحريمه، وهو مبني على فتوى الإمام الشافعي الذي أجاز التصوير بصورة غير مجسمة لغير ذي روح، فمن يصور شيئا من غير ذي روح لا يكون مصورا.

أدلة جواز رسم الوجوه:

ومن الأدلة التي استدل بها العلماء على جواز رسم الوجوه ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة قالت: “كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستر فيه تصاوير، فكان ينظر إليها ولا ينكرها”.

ومن الأدلة التي استدل بها العلماء على جواز رسم الوجوه أيضًا حديث عائشة أن الرسول كان في جدار غرفتها ستر فيه صور.

حكم رسم الوجوه في العصور الوسطى:

في العصور الوسطى، كان رسم الوجوه يُعتبر شكلًا من أشكال العبادة أو التقديس. وكان يُعتقد أن الوجوه المرسومة يمكن أن تساعد في حماية الناس من الأرواح الشريرة أو في تحقيق مطالبهم من الآلهة. وكان رسم الوجوه يُستخدم أيضًا لتزيين الكنائس والمعابد.

حكم رسم الوجوه في عصر النهضة:

في عصر النهضة، حدث تحول كبير في نظرة الناس إلى رسم الوجوه. فقد بدأ الفنانون في رسم الوجوه بطريقة أكثر واقعية، وكانوا يهدفون إلى تصوير الجمال الطبيعي للوجه البشري. وكان يُنظر إلى رسم الوجوه على أنه شكل من أشكال الفن الراقي، وكان يُستخدم لتمجيد الأفراد والاحتفال بهم.

حكم رسم الوجوه في العصر الحديث:

في العصر الحديث، يُعتبر رسم الوجوه شكلًا من أشكال الفن المعترف به على نطاق واسع. ويُستخدم رسم الوجوه للتعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر والأفكار. ويُستخدم أيضًا في الإعلان والتسويق والتلفزيون والأفلام.

حكم رسم الوجوه في الثقافات المختلفة:

يختلف حكم رسم الوجوه من ثقافة إلى أخرى. ففي بعض الثقافات، يُعتبر رسم الوجوه شكلًا من أشكال التعبير الفني، بينما يُعتبر في ثقافات أخرى شكلًا من أشكال العبادة أو التقديس. وفي بعض الثقافات، يُعتبر رسم الوجوه محرمًا تمامًا.

خاتمة:

حكم رسم الوجوه هو موضوع معقد ومتنازع عليه. وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الحكم، بما في ذلك الثقافة والدين والغرض من الرسم. وفي النهاية، فإن حكم رسم الوجوه هو مسألة شخصية يجب أن يقررها كل فرد بنفسه.

أضف تعليق