حكم صيام يوم المولد النبوي

حكم صيام يوم المولد النبوي

المقدمة

يُعد صيام يوم المولد النبوي من الأمور التي اختلف الفقهاء في حكمها، حيث ذهب البعض إلى أنه مستحب، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه مكروه، وذهب البعض الثالث إلى أنه لا يشرع صيامه، هذا وقد تعددت الأدلة التي استند إليها كل فريق في تقرير حكمه، وسنتناول في هذا المقال حكم صيام يوم المولد النبوي، والأدلة التي استند إليها كل فريق، والراجح من أقوال الفقهاء في هذه المسألة.

أقوال الفقهاء في حكم صيام يوم المولد النبوي

اختلف الفقهاء في حكم صيام يوم المولد النبوي إلى ثلاثة أقوال:

أولاً: القول الأول: استحباب صيام يوم المولد النبوي:

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب صيام يوم المولد النبوي، وذلك لما ورد في فضل صيامه من أحاديث، منها ما رواه الإمام أحمد والبيهقي عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم كتبت له عبادة ستين سنة”.

وقد استدلوا أيضاً بأن صيام يوم المولد النبوي من باب تعظيم شعائر الله تعالى، وإظهار الفرح بهذا اليوم العظيم، كما أنه من باب التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصوم يوم الإثنين والخميس.

ثانياً: القول الثاني: كراهية صيام يوم المولد النبوي:

ذهب بعض الفقهاء من المالكية والشافعية إلى كراهية صيام يوم المولد النبوي، وذلك استناداً إلى ما ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يوم الجمعة بصيام إلا من كان يصوم يوماً قبله أو بعده”.

وقد استدلوا بأن صيام يوم المولد النبوي من باب الاختصاص، وهو أمر لا يجوز، كما أن صيامه قد يؤدي إلى الاعتقاد بأنه عيد، وهذا ما لا يجوز شرعاً.

ثالثاً: القول الثالث: عدم مشروعية صيام يوم المولد النبوي:

ذهب بعض الفقهاء من الحنفية إلى عدم مشروعية صيام يوم المولد النبوي، وذلك استناداً إلى ما ورد في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا صيام في يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى”.

وقد استدلوا بأن صيام يوم المولد النبوي من باب الاحتفال بعيد، وهذا ما لا يجوز شرعاً، كما أن صيامه قد يؤدي إلى الاعتقاد بأنه عيد، وهذا ما لا يجوز شرعاً.

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم صيام يوم المولد النبوي

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم صيام يوم المولد النبوي هو القول الأول، وهو استحباب صيامه، وذلك لما ورد في فضل صيامه من أحاديث، ولما فيه من تعظيم شعائر الله تعالى، وإظهار الفرح بهذا اليوم العظيم، كما أنه من باب التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصوم يوم الإثنين والخميس.

أدلة مشروعية صيام يوم المولد النبوي

هناك العديد من الأدلة التي تدل على مشروعية صيام يوم المولد النبوي، منها:

ما رواه الإمام أحمد والبيهقي عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم كتبت له عبادة ستين سنة”.

ما رواه الإمام ابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان له أجر صيام ستين شهراً”.

ما رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر”.

فضائل صيام يوم المولد النبوي

هناك العديد من الفضائل التي تترتب على صيام يوم المولد النبوي، منها:

كتابة عبادة ستين سنة لمن يصومه.

أجر صيام ستين شهراً لمن يصومه.

غفران الذنوب لمن يصومه.

تعظيم شعائر الله تعالى.

إظهار الفرح بهذا اليوم العظيم.

التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم.

آداب صيام يوم المولد النبوي

هناك العديد من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند صيام يوم المولد النبوي، منها:

الإخلاص لله تعالى في صيامه.

الإكثار من الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

تلاوة القرآن الكريم.

ذكر الله تعالى والأذكار والأوراد.

فعل الخيرات والصدقات.

الخاتمة

صيام يوم المولد النبوي مستحب لفضل صيامه، ولما فيه من تعظيم شعائر الله تعالى، وإظهار الفرح بهذا اليوم العظيم، كما أنه من باب التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصوم يوم الإثنين والخميس. ويجوز للمسلم أن يصومه منفرداً أو مع الجماعة، ويجوز له أن يفطر فيه إذا كان مسافراً أو مريضاً أو كان له عذر شرعي آخر.

أضف تعليق