حكم عن السرقة

حكم عن السرقة

حكم السرقة

المقدمة:

السرقة من الآثام الكبيرة التي حرمها الله تعالى ورسوله الكريم، وهي من الظلم الذي نهى عنه الله تعالى، فهي تعدّ انتهاكًا لحقوق الآخرين، وانتقاصًا من كرامتهم، واعتداءً على أموالهم وممتلكاتهم. وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم السرقة وتتوعد مرتكبيها بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.

أحكام السرقة في الشريعة الإسلامية:

1. تعريف السرقة:

– السرقة هي أخذ مال الغير خفية دون علمه ورضاه، سواءً كان المال منقولا أم عقارا، أو ماديًا أم معنويًا.

– لا يشترط في السرقة أن يكون المال مسروقًا من شخص معين، فقد تكون السرقة من مال عام أو من مال مجهول المالك.

– كما لا يشترط أن تكون السرقة بقصد الاستيلاء على المال المسروق، فقد تكون السرقة بقصد إتلاف المال أو إلحاق الضرر بمالكه.

2. أنواع السرقة:

– السرقة الكبرى: وهي سرقة مال تزيد قيمته عن حد معين حدّده الشرع، ويترتب على هذه السرقة عقوبة الحبس أو القطع.

– السرقة الصغرى: وهي سرقة مال تقل قيمته عن الحد المحدد شرعًا، ويترتب عليها عقوبة أخف من عقوبة السرقة الكبرى.

– السرقة بالإكراه: وهي سرقة تتم تحت تهديد السلاح أو الإكراه، ولا يعاقب مرتكب هذه السرقة بنفس عقوبة السرقة العادية.

– السرقة بالخيانة: وهي سرقة تتم من شخص موثوق به، مثل الخادم أو الوكيل أو الموظف، وتكون عقوبة هذه السرقة أشد من عقوبة السرقة العادية.

3. عقوبة السرقة:

– عقوبة السرقة في الشريعة الإسلامية هي القطع من اليد اليمنى، وذلك لقول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة: 38).

– وقد اختلف الفقهاء في مقدار القطع، فقال بعضهم إنه يقطع من الرسغ، وقال آخرون إنه يقطع من الكوع، وقال ثالثون إنه يقطع من المنكب.

– كما اختلف الفقهاء في الحالات التي يسقط فيها القطع، فقال بعضهم إنه يسقط إذا تاب السارق قبل إقامة الحد عليه، وقال آخرون إنه يسقط إذا رد السارق المال المسروق إلى صاحبه قبل إقامة الحد عليه.

4. شروط إقامة حد السرقة:

– أن يكون السارق عاقلًا، فلا يقام الحد على المجنون.

– أن يكون السارق بالغًا، فلا يقام الحد على الصبي.

– أن يكون السارق مدركًا لما يفعل، فلا يقام الحد على النائم أو المكره.

– أن يكون المسروق مالًا، فلا يقام الحد على سرقة النفس أو العرض.

– أن تكون السرقة متيقنة، فلا يقام الحد على الشك في السرقة.

5. الحكمة من تشريع حد السرقة:

– حفظ الأموال من الاعتداء عليها.

– ردع الناس عن السرقة.

– إصلاح السارق وتأهيله للعودة إلى المجتمع.

– تحقيق العدل والمساواة بين الناس.

6. الوقاية من السرقة:

– حفظ الأموال في مكان آمن يصعب الوصول إليه.

– عدم ترك الأشياء الثمينة في مكان ظاهر أو مكشوف.

– إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام عند الخروج من المنزل.

– تركيب كاميرات مراقبة في المنزل أو المتجر.

7. الخاتمة:

إن السرقة من الآثام الكبيرة التي حرمها الله تعالى ورسوله الكريم، وهي من الظلم الذي نهى عنه الله تعالى. وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم السرقة وتتوعد مرتكبيها بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة. لذا، يجب على المسلمين أن يتقوا الله تعالى ويبتعدوا عن السرقة، وأن يحافظوا على أموال الناس وأعراضهم.

أضف تعليق