حكم عن اللسان الجارح

حكم عن اللسان الجارح

حكم عن اللسان الجارح

مقدمة:

اللسان سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون أداة للخير والبر، أو أداة للإثم والشر. وقد حذَّرنا الله -تعالى- من آفة اللسان الجارح، وبيَّن لنا عواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرة. وفي هذا المقال، سنتناول حكم اللسان الجارح وأضراره وعقوبته، كما سنتطرق إلى أهمية التحكم في اللسان وكيفية ذلك.

أضرار اللسان الجارح:

1. الفتنة والنزاع:

اللسان الجارح قد يؤدي إلى إثارة الفتنة والنزاع بين الناس، وقد يتسبب في حدوث الشقاق والفرقة بينهم. وقد حذرنا الله -تعالى- من ذلك بقوله: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب:58].

2. جرح المشاعر والإهانة:

اللسان الجارح قد يجرح مشاعر الآخرين ويهينهم، وقد يتسبب في إلحاق الأذى النفسي بهم. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

3. نشر الكراهية والبغضاء:

اللسان الجارح قد يؤدي إلى نشر الكراهية والبغضاء بين الناس، وقد يتسبب في خلق أجواء من العداء والعنف. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا”.

4. التسبب في المشاكل والنزاعات:

اللسان الجارح قد يتسبب في وقوع المشاكل والنزاعات بين الناس، وقد يؤدي إلى حدوث الخصومات والعداوات بينهم. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.

5. إلحاق الأذى بالآخرين:

اللسان الجارح قد يلحق الأذى بالآخرين، وقد يتسبب في إلحاق الضرر بهم معنويًا أو ماديًا. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”.

6. إيذاء النفس:

اللسان الجارح قد يلحق الأذى بالنفس أيضًا، فقد يتسبب في الشعور بالندم والحسرة على ما قيل، وقد يؤدي إلى الشعور بالذنب والإثم. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”.

7. فقدان الثقة:

اللسان الجارح قد يتسبب في فقدان الثقة بين الناس، وقد يؤدي إلى ابتعاد الآخرين عن الشخص الجارح. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن حَليم حُليم”.

عقوبة اللسان الجارح:

1. في الدنيا:

قد يعاقب الله -تعالى- الشخص الجارح في الدنيا بأن يسلبه قدره ومكانته بين الناس، وقد يبتليه بالفقر والمرض والهموم والأحزان. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من لزم الصدق جالس الملك ومن لزم الكذب جالس الشيطان”.

2. في الآخرة:

قد يعاقب الله -تعالى- الشخص الجارح في الآخرة بأن يحشره مع المجرمين والفاسقين، وقد يعذبه في النار. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.

3. الندم والحسرة:

قد يعاقب الله -تعالى- الشخص الجارح بالندم والحسرة على ما قاله، وقد يتمنى لو أنه لم يتلفظ بهذه الكلمات الجارحة. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.

أهمية التحكم في اللسان:

1. حفظ اللسان من الوقوع في الآثام:

التحكم في اللسان يجنب الشخص الوقوع في الآثام والمعاصي، ويقيه من غضب الله -تعالى-. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من صمت نجا”.

2. حفظ العلاقات الاجتماعية:

التحكم في اللسان يحفظ العلاقات الاجتماعية بين الناس، ويجنبهم الوقوع في المشاكل والنزاعات. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

3. نشر المحبة والسلام:

التحكم في اللسان يساعد على نشر المحبة والسلام بين الناس، ويخلق أجواء من الألفة والوئام. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “خير الناس أنفعهم للناس”.

4. التحكم في العواطف والمشاعر:

التحكم في اللسان يساعد على التحكم في العواطف والمشاعر، ويمنع الشخص من التلفظ بكلمات جارحة أو مسيئة في لحظات الغضب أو الانفعال. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تغضب”.

5. التربية السليمة:

التحكم في اللسان يساعد على التربية السليمة للأطفال، ويعلمهم أهمية قول الكلام الطيب والابتعاد عن الكلام الجارح. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “علموا أولادكم حسن الكلام”.

أضف تعليق