حكم قذف المحصنات

No images found for حكم قذف المحصنات

حكم قذف المحصنات

مقدمة:

قذف المحصنات من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو رمي المرأة العفيفة بالزنا أو ما في معناه، وقد جعل الله تعالى عقوبة قذف المحصنات شديدة في الدنيا والآخرة، وقد ذكر الله تعالى حكم قذف المحصنات في عدة آيات من كتابه الكريم، منها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:4].

1. تعريف قذف المحصنات:

قذف المحصنات هو رمي المرأة العفيفة بالزنا أو ما في معناه، وقد يكون القذف باللفظ أو بالكتابة أو بالإشارة أو بالفعل، ولا يشترط أن يكون القذف علنًا، بل يكفي أن يكون في مجلس خاص، وقد يكون القذف مباشرًا أو غير مباشر، فالمباشر هو أن يقول الشخص للمرأة أنت زانية، وغير المباشر هو أن يقول لشخص آخر أن فلانة زانية، والقذف بالزنا أشد أنواع القذف، لأنه يمس شرف المرأة وعرضها، وقد يكون القذف بما يشبه الزنا، كأن يقول الشخص للمرأة أنت فاجرة أو أنت لست عفيفة.

2. شروط إقامة حد قذف المحصنات:

يشترط لإقامة حد قذف المحصنات عدة شروط، منها:

– أن تكون المرمية بالزنا محصنة، والمحصنة هي المرأة المتزوجة أو التي سبق لها الزواج، أو التي لها شهوة الزواج، وإن كانت صغيرة السن.

– أن يكون القذف صريحًا لا يحتمل التأويل، فإذا قال الشخص للمرأة أنت فاسقة أو أنت لست عفيفة، فهذا لا يعتبر قذفًا، لأنه يحتمل التأويل.

– أن يكون القذف بالزنا أو ما في معناه، فإذا قال الشخص للمرأة أنت سارقة أو أنت كاذبة، فهذا لا يعتبر قذفًا، لأنه ليس زناً ولا ما في معناه.

– أن يكون القذف أمام شاهدين عدلين، فإذا لم يكن هناك شاهدان عدلان، فلا يقام حد القذف.

3. عقوبة قذف المحصنات:

عقوبة قذف المحصنات شديدة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يجلد القاذف ثمانين جلدة، ولا تقبل له شهادة أبدًا، وفي الآخرة يتوعده الله تعالى بالعذاب الشديد، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من رمى محصنة فلم يأت بأربعة شهداء جلده الحد ولم تقبل له شهادة أبدًا، ومن قذف محصنًا أو محصنة فلم يأت بأربعة شهداء فاجلدوه ثمانين جلدة ولا تقبلوا له شهادة أبدًا”.

4. وجوب التوبة من قذف المحصنات:

إذا قذف شخص محصنة، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، والتوبة من قذف المحصنات تكون بالندم على ما فعل، والعزم على عدم العودة إليه، واستحلال المرمية بالزنا، ودفع الدية لها، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قذف محصنة فلم يأت بأربعة شهداء جلد الحد، فإن تاب رده الله إليه، وإن لم يتب لم يرده الله إليه”.

5. حق المرمية بالزنا في القصاص:

إذا قذف شخص محصنة، فلها حق القصاص منه، وذلك بأن تطلب منه أن يجلد ثمانين جلدة، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا قذف رجل امرأة فعليه ثمانون جلدة إن شاءت العفيفة إن كانت صالحة أن تطلب إلى السلطان أن يجلده ثمانين جلدة”.

6. حكم قذف الزانية:

إذا قذف شخص زانية، فلا يقام عليه حد القذف، ولكن يعزر تعزيرًا شديدًا، وذلك لأن الزانية ليست محصنة، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا قذف رجل امرأة وهي زانية فليس عليه حد ولكن يعزر”.

7. حكم قذف الرجل:

إذا قذف شخص رجلاً بالزنا أو بما في معناه، فلا يقام عليه حد القذف، ولكن يعزر تعزيرًا شديدًا، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قذف رجلًا بالزنا أو بما في معناه فعليه ثمانون جلدة”.

الخاتمة:

قذف المحصنات من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الله تعالى عقوبة قذف المحصنات شديدة في الدنيا والآخرة، وقد ذكر الله تعالى حكم قذف المحصنات في عدة آيات من كتابه الكريم، منها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *