حكم مدح النفس

حكم مدح النفس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

مدح النفس:

هو الإشادة بالنفس وذكر محاسنها وذكر مناقبها وأفعالها الحسنة، وقد يكون مدح النفس بالحق وقد يكون بالباطل.

أولا: حكم مدح النفس في الشرع:

مدح النفس بالحق جائز شرعًا، قال تعالى: {فَقُلْ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ} [الأحزاب:40]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا سيد ولد آدم ولا فخر”.

ويكون مدح النفس بالحق مشروعًا إذا كان بقصد الاعتراف بفضل الله -عز وجل- على العبد، وإظهار امتنانه وإقراره بنعم الله عليه وتوفيقه، أو بقصد دفع شر عنه.

ثانيًا: حكم مدح النفس بالباطل:

مدح النفس بالباطل هو الكذب والافتراء على النفس، وذلك بذكر محاسن ومناقب غير موجودة فيها، وهذا محرم شرعًا، قال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النحل:116].

ثالثًا: هل يسمح مدح النفس في الشعر؟

– مدح النفس في الشعر قد يكون جائزًا إذا كان بقصد الاعتراف بفضل الله -عز وجل- على العبد، وإظهار امتنانه وإقراره بنعم الله عليه وتوفيقه.

– وقد يكون مدح النفس في الشعر جائزًا بقصد دفع شر عنه.

– مدح النفس في الشعر يكون محرمًا إذا كان بقصد الكذب والافتراء على النفس، وذلك بذكر محاسن ومناقب غير موجودة فيها.

رابعًا: أضرار مدح النفس:

– يؤدي إلى الكبر والغرور والعجب بالنفس.

– يصرف المرء عن ذكر الله تعالى والثناء عليه.

– يمنع المرء من التقدم والارتقاء في العلوم والمعارف.

– ويجعله عرضة للحسد والحقد من الآخرين.

خامسًا: فوائد ترك مدح النفس:

– ينمي في المرء روح التواضع والخشوع لله تعالى.

– يساعد المرء على اكتشاف عيوبه ونقائصه والعمل على إصلاحها.

– يحفز المرء على طلب المزيد من العلم والمعرفة.

– ويكسبه محبة الناس وتقديرهم.

سادسًا: من مدح نفسه بالحق:

– النبي موسى عليه السلام لما قال: {وَاصْطَنَعْتُكَ عَلَى عَيْنِي} [طه:39].

– النبي سليمان عليه السلام قال: {وَأُوتِيتُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [سبأ:12].

– لقمان الحكيم قال لابنه: {إِنَّكَ قَدْ أُوتِيتَ حُكْمًا} [لقمان:19].

سابعًا: من مدح نفسه بالباطل:

– فرعون قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24].

– ثمود قالوا: {نَحْنُ أَشَدُّ قُوَّةً وَأَبْلَغُ آثَارًا} [النازعات:13].

– قارون قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص:78].

في الختام:

مدح النفس بالحق جائز شرعًا، ويكون مشروعًا إذا كان بقصد الاعتراف بفضل الله -عز وجل- على العبد، وإظهار امتنانه وإقراره بنعم الله عليه وتوفيقه، أو بقصد دفع شر عنه.

ويكون مدح النفس بالباطل محرمًا شرعًا، وهو الكذب والافتراء على النفس، وذلك بذكر محاسن ومناقب غير موجودة فيها.

وقد يكون مدح النفس في الشعر جائزًا إذا كان بقصد الاعتراف بفضل الله -عز وجل- على العبد، وإظهار امتنانه وإقراره بنعم الله عليه وتوفيقه، أو بقصد دفع شر عنه.

أضف تعليق