حكم ممارسه العاده بليل رمضان

No images found for حكم ممارسه العاده بليل رمضان

حكم ممارسة العادة السرية في ليل رمضان

مقدمة

رمضان هو شهر العبادة والطاعة، وهو فرصة عظيمة للتكفير عن الذنوب والتقرب إلى الله تعالى. ومن أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يحرص عليها في هذا الشهر المبارك هي الصيام والصلاة وقراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى اجتناب كل ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن الأمور التي يكثر السؤال عنها في هذا الشهر الفضيل هي حكم ممارسة العادة السرية في ليل رمضان. وفي هذا المقال، سنتناول هذا الحكم بالتفصيل، مبينين الأدلة الشرعية من القرآن والسنة، بالإضافة إلى رأي جمهور الفقهاء وأقوال أهل العلم في هذا الأمر.

أحكام ممارسة العادة السرية في ليل رمضان

1. تعريف العادة السرية

العادة السرية هي فعل يقوم به الشخص بنفسه لإثارة أعضائه التناسلية والحصول على المتعة الجنسية. وهذا الفعل يُعرف أيضًا باسم الاستمناء أو التفريغ الجنسي. وقد حرم الله تعالى هذا الفعل في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5-6].

2. حكم العادة السرية في ليل رمضان

اتفق جمهور الفقهاء على أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان تُعتبر من المفطرات التي تُبطل الصيام، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا. واستدلوا على ذلك بما يلي:

أولاً: قال الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]. والصيام يعني الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والعادة السرية من المفطرات التي تُبطل الصيام.

ثانيًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه” [البخاري ومسلم]. وهذا الحديث يدل على أن المفطرات التي تُبطل الصيام هي الأفعال التي يقوم بها الشخص عمدًا، أما الأفعال التي يقوم بها سهوًا فلا تُبطل الصيام. والعادة السرية من الأفعال التي تُبطل الصيام إذا قام بها الشخص عمدًا، أما إذا قام بها سهوًا فلا تُبطل صيامه.

3. رأي جمهور الفقهاء في ممارسة العادة السرية في ليل رمضان

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان تُبطل الصيام، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا. واستدلوا على ذلك بما سبق ذكره من الأدلة الشرعية. ومن هؤلاء الفقهاء الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد والإمام ابن حنبل.

4. أقوال أهل العلم في ممارسة العادة السرية في ليل رمضان

القول الأول: ذهب بعض أهل العلم إلى أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان تُبطل الصيام إذا كانت عمدًا، أما إذا كانت سهوًا فلا تُبطل الصيام. واستدلوا على ذلك بأن العادة السرية من المفطرات التي تُبطل الصيام إذا قام بها الشخص عمدًا، أما إذا قام بها سهوًا فلا تُبطل صيامه. ومن هؤلاء العلماء الإمام النووي والإمام ابن تيمية.

القول الثاني: ذهب بعض أهل العلم إلى أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان لا تُبطل الصيام، سواء كانت عمدًا أو سهوًا. واستدلوا على ذلك بأن العادة السرية لا تُفطر الصائم لأنها ليست من الأكل أو الشرب. ومن هؤلاء العلماء الإمام أبو حنيفة.

5. كفارة ممارسة العادة السرية في ليل رمضان

إذا أبطل الصائم صيامه بممارسة العادة السرية في ليل رمضان، فعليه أن يُكفر عن ذلك بإطعام ستين مسكينًا، أو صيام شهرين متتابعين، أو عتق رقبة مؤمنة. فإن لم يستطع شيئًا من ذلك، فعليه أن يتصدق بما يُقدر عليه.

6. الحكمة من تحريم ممارسة العادة السرية في ليل رمضان

حرم الله تعالى ممارسة العادة السرية في ليل رمضان من أجل حفظ الصيام وحفظ النفس من الوقوع في الفاحشة. فالصيام عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وممارسة العادة السرية تُبطل هذا الفضل وتُضعف الأجر الذي يناله الصائم من صيامه. كما أن ممارسة العادة السرية تُضعف النفس وتجعلها مُعرضة للوقوع في الفاحشة، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].

7. الخلاصة

اتفق جمهور الفقهاء على أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان تُعتبر من المفطرات التي تُبطل الصيام، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا. واستدلوا على ذلك بالآيات والأحاديث النبوية. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان تُبطل الصيام إذا كانت عمدًا، أما إذا كانت سهوًا فلا تُبطل الصيام. وذهب بعض أهل العلم الآخرين إلى أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان لا تُبطل الصيام، سواء كانت عمدًا أو سهوًا. والصحيح هو القول الأول، وهو أن ممارسة العادة السرية في ليل رمضان تُبطل الصيام سواء كانت عمدًا أو سهوًا.

أضف تعليق